الرئيسية » باحث اقتصادي يكشف الرسالة التي تحملها فئة الـ 5 آلاف للمعارضة السورية ودور أسماء الأسد فيها

باحث اقتصادي يكشف الرسالة التي تحملها فئة الـ 5 آلاف للمعارضة السورية ودور أسماء الأسد فيها

بواسطة يونس الكريم
وكالة ستيب الإخبارية-حاورته: سامية لاوند

 

أجرت وكالة “ستيب الإخبارية”، حواراً خاصاً مع الباحث الاقتصادي، يونس الكريم، حول فئة الـ 5 آلاف التي طرحها النظام السوري وتداعياتها وسبب غياب صورة الأسد الأب والابن عنها.

 

النظام السوري يصدر فئة الـ 5 آلاف

قال الباحث الاقتصادي: “نلاحظ أن القانون سمح للبنك المركزي بطرح العملة من ليرة إلى فئة الـ 5 آلاف، وبالتالي هذا الأمر كان متوقعاً، لكن الذي حدث هو تاريخ وتوقيت العملة، حيث تمّ عام 2018 مناقشة طباعتها مرّةً أخرى رسمياً؛ وذلك بزمن حاكم البنك المركزي السابق، دريد درغام، وعليه تمّ طرحه في الأسواق العام الجاري، رغم أن التوقيع تمّ من قبل، حازم قرفول عام 2019، وهذا يدلّ أن الأمر يحتاج لوقتٍ طويل”.

وأضاف: “الطبعة قريبة من الطبعات الأوروبية، وبالتالي هذا يقود إلى أن الأمر لم يتمّ عن طريق، حازم قرفول، إنما كان مشروعاً قديماً لأديب ميال، الحاكم السابق للبنك المركزي ويطول شرحه، وجاء حازم قرفول ليُنهي هذا المشروع وتتمّ الطباعة”.

وتابع: “النظام السوري ارتأى أن تتمّ الطباعة والطرح قبل الانتخابات، رغم أن الاقتصاد مرَّ بأوقاتٍ مناسبة لطرحها منذ عام 2019، لكن النظام ماطل بطرحها حيث كان يحاول القول إنّ الوقت غير مناسب لإصدار الفئة، ولأن معدلات التضخم مرتفعة وترتفع بشكل يومي مع الأزمات الاقتصادية ونقص السلع وسعر صرف الدولار المتصاعد كذلك له تأثير سلبي، وبالتالي طرح هذه الفئة من العملة الآن سيزيد من تدهور سعر صرف الدولار والتضخم وارتفاع المعدلات وانخفاض قدرة الناس الشرائية، وبالتالي ندخل بحلقة مفرغة يدعم فيها ارتفاع أسعار السلع انخفاض الدولار بدائرة مغلقة يصعب كسرها، وعليه زيادة سوء الأوضاع الاقتصاديّة”.

قائلاً: “بكلامٍ أبسط لم يكن وليد اللحظة إنما كان مخططاً لكن تمّ الانتظار للتحكم بسعر الصرف وليتماشى مع وجود حل سياسي، لكن يبدو أن الحل السياسي طال، لأن الرموز عليها تشير إلى هذا الأمر”.

الانفلات الأمني لإنقاذ الموقف

وحول إذا ما كان طرح الفئة الجديدة هو بمثابة إعلان رسمي لإفلاس النظام السوري، أكّد الباحث الاقتصادي أن: “الكلام غير دقيق، النظام السوري خلال الثورة حاول أقل ما يمكن فعله ودفع من أمواله من خلال فرض الإتاوات والضرائب على أنصاره ومواليه وأمراء الحرب الذين صنعهم، حيث سمح بالتعفيش ولم يضبط الأمن لتقوم هذه الميليشيات بجمع الأموال ليصادرها هو بطريقةٍ أخرى منهم”.

مُتابعاً: “كان يجعل التجار يرفعون أسعار السلع ثم يسلط عليهم سلاح وزارة المالية والأجهزة الأمنيّة لتنزع منهم أملاكهم التي سعوا للحصول عليها، وبالتالي أعطاهم أدوار ليبعد عن نفسه الملامة، ويقول إنّ هذه تبعات الانفلات الأمني”.

وأوضح أن النظام “لم يدفع كل أمواله، لازال لديه كميات ضخمة منها مستثمرة سواء بالخارج أو الداخل. نستطيع ملاحظتها من خلال الشركات التي ينتجها ومظاهر الرفاهية، لذلك هذا الأمر لن يؤدي إلى إفلاس النظام لكن سيؤدي على مستوى مؤسسات الدولة إلى مزيد من الخسارة، التي ستقود بدورها إلى رفع أسعار الخدمات التي تقدمها الدولة، وبالتالي الاتجاه نحو الخصخصة وتحرير الأسعار هذه من ناحية ومن ناحيةٍ أخرى سوف تقود إلى تحوير النظام الاقتصادي من الدولة الراعية للمواطن إلى الدولة الأمنيّة؛ هذا الأمر سيجعل النظام الاقتصادي يتغير من نظام السوق الاجتماعي الذي يقدم سلع ودعم للمواطنين إلى نظام الرأسمالي الذي يراقب تأمين السلع والخدمات من قبل القطاع الخاص ويحاول منع الاحتكار”.

فئة الـ 10 آلاف

يونس الكريم أوضح أن النص التشريعي يقول إنَّ الطرح سيشمل من الليرة إلى 5 آلاف، قائلاً: “الآن لا يوجد طرح فئة 10 آلاف على الرغم من حاجة النظام لها بعد فترة بسبب التضخم وارتفاع المستوى العام للأسعار، لكن إصدار قيمة 10 آلاف لديه تبعات وآثار ولن يحتاج لأموال كثمن لتكلفة سعر الطباعة، والنقطة الثانية هذا الأمر سيقود إلى مزيد من الانهيار، لذلك لا أعتقد أن هذه الفئة مرشحة، وهي تحتاج إلى موافقة من مجلس الشعب من ناحية ومن ناحيةٍ أخرى إلى سلسلة من الإجراءات الروتينية والإدارية كالتصميم والتعاقد وتأمين مطابع وشحن ودراسة واقعية للسوق، بغض النظر إن كان يحاول التمويل بالعجز أو لا، لكن الاستمرار بعملية الطباعة قد تقود إلى انهيار النظام”.

وتابع: “وهناك نقطة هامة جداً وهي موافقة الحلفاء، لأن حلفائه والمجتمع الدولي ليس من مصلحتهم انهيار مؤسسات الدولة، ونتيجة هذا العمل الذي فعله النظام سوف نشاهد مزيد من الضغط عليه من حلفائه وخاصةً روسيا”.

وبحسب الكريم “لتلك الفئة تداعيات على سعر الصرف، نتيجة اعتماد النظام على الاستيراد لتأمين الخدمات والسلع للمواطنين وسوف يطرح الفئة الجديدة لدى البنك المركزي عن طريق أذرعه من التجار وشركات الصرافة لشراء الدولار من السوق، وبالتالي هذا الأمر سيقود إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وسيقود ارتفاع الدولار إلى قلة تداوله في السوق خوفاً من مزيد من الانهيار نتيجة زيادة عرض الفئات المطروحة السورية، وهذا الأمر سيقود إلى ارتفاع سعر السلع، وبالتالي ندخل في حلقة مفرغة؛ الدولار سوف يرفع الأسعار والأسعار ترفع الدولار”.

مواصلاً حديثه: “ويُضاف إلى ذلك العامل الهام لهذه المعركة هو أن المواطنين سوف لن يقبلوا التعامل مع هذه الفئة لعدّة أسباب، أولاً إيمانهم أن النظام مفلس ولا يملك احتياطيات، وثانياً الشعارات والرموز الموجودة على فئة الـ 5 آلاف، وخاصةً أننا على أبواب انتخابات وتصاعد الضغط الدولي، وثالثاً الخوف من أنها أوراق مطبوعة لاقيمة لها”.

غياب صورة الأسد الأب والابن

وردّاً على سؤالٍ لوكالتنا حول غياب صورة الأسد الأب والابن عن الفئة النقدية الجديدة، قال الكريم: “بشار الأسد يريد أن يُنسي السوريين صورة حافظ الأسد، يريد أن يخلع صوره على اعتبار أنه بات الآن صاحب الدولة. يريد أن يدخل عائلته”.

وأضاف: “والأسد الأب يرمز إلى حقبة البعثيين والحرس القديم، ومنذ 2015 تصاعدت الاحتجاجات ضد سياساته من داخل مؤسسة النظام لتظهر عام 2018 على شكل انشقاق مثل تيار الحرس القديم للنظام بقيادة مخلوف، وبالتالي صورة الأسد الأب سيجعل ويظهر أولئك بمظهر القوة وهو لا يريد ذلك، الأمر الثاني كما ذكرت طباعة العملة هي باتجاه العملة الأوروبية وكانت أسماء الأسد قد شاركت بتصميم هذه العملة بشكل غير مباشر ولها دور كبير بهذا الأمر، أما النقطة الثالثة فعدم ظهور صورة بشار الأسد لأنه ظهر على فئة الألفين وهذا الأمر كان الجوهر، والنقطة الرابعة هي أنها شبيهة بقيمة 500 القديمة من حيث الألوان، وهي محاولة لكسب ود الناس”.

ووفقاً لكريم، الفئة الجديدة تحمل رسالة للمعارضة، لأن اللون الرمادي وتدرجات ألوان الفئة الجديدة هي تدرجات الألوان العسكرية أي أن الحل العسكري هو الباقي وصورة الجندي الموجودة تعني أن الجيش هو الذي يحكم بالنهاية، أي المؤسسة العسكرية، ووجود العقاب هي أن المؤسسات الأمنيّة تراقب ومتصدرة المشهد، أي ما يعني أن الحل العسكري هو السائد لدى النظام وأنه لا معنى للتفاوض، وأعتقد هذا هو سبب طباعتها بهذا الوقت لإرسالها إلى الروس وجميع من يحاول تشجيع وضخ الدماء، وللقول إنّ مؤسسة الجيش باقية وهي متحكمة وصاحبة المال والثروة والأعلى وبأنها القيمة الاقتصادية بالبلد”.

وختم الباحث الاقتصادي حديثه لــ”ستيب”، مُبيناً أن تداعيات الفئة الجديدة ستظهر بشكل سريع “لأن تأثير العملة تأثير مباشر وهي مصدر الثروة، وستقوم بسحب السيولة من السوق، وبالتالي الحركة التجارية سوف تتوقف وتقود إلى ارتفاع الأسعار والدولار سيكون خطيراً”.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة