الرئيسية » وفاة نادر قلعي.. هل كان العين التي تراقب رامي مخلوف؟

وفاة نادر قلعي.. هل كان العين التي تراقب رامي مخلوف؟

بواسطة إقتصادي

يونس الكريم

قبل عدّة أيام، توفّي رجل الأعمال السوري نادر القلعي في العاصمة اللبنانية بيروت عن عمر يناهز 58 عامًا، رواية أسرته كانت أنّه أُصيب بفيروس “كورونا”.

فتحت حادثة الوفاة هذه التكهّنات عن السبب الحقيقي للوفاة، ولا سيما أنه لم يسبقها إعلان إصابة القلعي بالفيروس التاجي، لذلك يبقى باب التكهّنات مفتوحًا في غياب الأدلة القاطعة.

ولكن بعيدًا عن أسباب الوفاة، ثمّة ما هو أكثر أهمية، ويخص علاقات القلعي المتداخلة في أسرة الأسد الحاكمة، فالرجل ليس كأي برجوازي سوري يؤيّد الأسد مقابل السماح له بخوض نشاطه التجاري دون إزعاجات، بل كان لديه علاقات مع باسل الأسد،، ثم انتقلت هذه العلاقة إلى ماهر الأسد لاحقًا، وفقًا لمعلومات تُكشف للمرّة الأولى.

كما شكّل نادر القلعي وشقيقه سامر، ما يُشبه “حارس البوابة” على عمل رامي مخلوف، ويبدو أن هناك أزمة ثقة قديمة بين رامي مخلوف وعائلة الأسد، رغم أن مخلوف كان يدير امبراطورية مالية لا يمكن حسابها في جلسة بحث واحدة.

ويعيش القلعي في كندا منذ عام 2009 ويملك إقامة دائمة فيها، وفي مايو/ أيار 2011، فرضت كندا عقوبات على النظام السوري، وحظرت على أي شخص في كندا الاستثمار التجاري في سوريا.

وبموجب هذه العقوبات، اتهمت وكالة خدمات الحدود الكندية نادر قلعي في حزيران 2018، بانتهاك العقوبات من خلال استثمار 15 مليون ليرة سورية (140 ألف دولار حينها) في شركة العقارات والاتصالات Syrialink، حيث خلصت الوكالة إلى أنّه انتهك العقوبات الكندية ضد النظام السوري.

وفي عام 2019، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على القلعي في يناير 2019 بسبب دعم “النظام السوري من خلال أنشطته التجارية” ، قالت وزارة الخزانة الأمريكية: “تربط قلعي علاقات مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد لذا شملته عقوبات قانون قيصر إضافة إلى العقوبات على شركاته ايضًا”.

برز (نادر القلعي) كأحد رجال الأعمال بعد عام 2000، إذ كانت بدايته في شركة سيريتل، ثم انتقل إلى مجالات اقتصادية عدة، واختير في عام 2009 ليكون بين أهم 100 رجل أعمال في سوريا.

كما ساهم بدعم السلطات السورية خلال سنوات الحرب، وحصل في السنوات الأخيرة على عدّة استثمارات في إطار عملية “إعادة الأعمار”.

واستفاد نادر ابقلعي الذي يعتبر من الأسر الدمشقية، بعلاقته مع باسل الاسد الابن الأكبر لحافظ الأسد وبعد أن توفي باسل الأسد بقي على صلة مع الأسد ، حيث تقرب من ماهر الأسد والذي كان بدوره لا يثق بقرارات شقيقه بشّار الذي عمد إلى منح مخلوف صلاحيات اقتصادية واسعة، وهو الأمر الذي دفعه إلى وضع نادر قلعي بشراكة سيريتل ليراقب رامي مخلوف.

هذه المعلومات كشفتها لي الزيارات المتكرّرة التي حظيتُ بها إلى مكتب سامر قلعي شقيق نادر القلعي في دمشق، تمكنتُ من خلال هذه الزيارات بحكم انخراطي في المجال الاقتصادي من معرفة نوعية العلاقة التي تربط علاقة القلعي وشقيه بالنظام السوري، والخفايا الداخلية لأنشطته الاقتصادية.

اتهم رامي مخلوف نادر القلعي ، بأنّه طلب عمولة باسمه من شركة هواوي، بينما بقي سامر شقيق نادر يعمل بمكتب رامي مخلوف ويتولى المسؤوليات العقارية ويتفاخر بعلاقته وعلاقة أسرته مع حسن نصر الله وحزب الله بشكلٍ عام، حتى أن مكتبه مزيّن بأوسمة وصور مع نصر الله.

ويُتهم نادر القلعي أن شركاته لم تكن إلا واجهة لتاجرة ماهر الأسد وقبله باسل بتهريب الآثار والتحف الفنية والبترول، ولم يكن نادر القلعي على وفاق مع رامي الذي كان يشعر دائمًا أنه موجود لمراقبته حيث كان يلزمه مثل ظله.

كما ساهم نادر القلعي بجذب رجال أعمال آخرين للاستثمار في سوريا عصام أنبوبا، حيث كان يعتبر بوابة للتقرب من عائلة الأسد بعيدًا عن رامي وإلى جانب محمد حمشو.

وعاد نادر بعد تبرئته من التهم الموجّهة إليه في كندا، إلى دمشق ثم بيروت، لذلك فإن القول إنه تم تصفيته هناك من قبل عائلة الأسد بسبب اتفاق بينه وبين كندا رواية ضعيفة، إذ أن بيروت تعتبر مركز ثقل للتجار الموالين للنظام لما تتميز به من سهولة الحركة من هناك كما أنها بعيدة عن تجاذبات الصراع بين أسماء الأسد ورامي مخلوف وأمراء الحرب الجدد، وكل العمليات التجارية تمر من هناك وهو في مأمن مع حليفه القديم نصر الله.

وشغل القلعي عدة مناصب إضافة لمدير التنفيذي لشركة “سيريتل” إلى جانب عضويته في مجلس إدارة بنك “بيبلوس سوريا”، وتسلّمه منصب شريك مؤسس لشركة “صروح”، وشريك مؤسس في الشركة السورية لخدمات الاتصالات، إلى جانب عمله كشريك مؤسس في شركة بنا للتطوير العقاري التي يحظى رامي مخلوف بحصّة فيها، وشركة كاسل انفست هولدنغ ش.م.ل”، التي تنص على أن الشركة القابضة المسجلة في لبنان لديها عمليات تجارية في سوريا وتقوم ببناء البنية التحتية للاتصالات والمنشآت الفولاذية، على شركة “تيليفوكوس ش.م.ل”، ومقرها بيروت.

وشغل قلعي أيضًا، منصب عضو مجلس إدارة في شركة “زبيدي القلعي”، وعضو مجلس إدارة في شركة “زبيدي القلعي للتطوير العقاري”، بالإضافة إلى أنه أحد المؤسسين لـ “شركة شام القابضة” عام 2007.

وكان اسم القلعي قد ورد في سلسلة وثائق “برادايز” (أوراق الجنة) في 2017 والتي كشفت عن عمليات التهرب الضريبي لشخصيات رفيعة المستوى حول العالم.

وأشارت الوثائق في ذلك الوقت إلى أن القلعي أسس ثلاث شركات في لبنان “أوف شور”.

إن أهمية تسليط الضوء على امتدادات نادر قلعي وعلاقته بالنظام، تفيد في هذه الفترة أكثر، كونها تعطي معلومات مهمّة من شأنها تحطيم صلة الأسد مع حزب الله، كما يمكن أيضا من فهم بنية الخوف وعدم الثقة بهيكل نظام الأسد ولو من جانب الاقتصادي وسبب ما يحدث مع رامي مخلوف .

 

اترك تعليق

مقالات ذات صلة