الرئيسية » لبنان من جوهرة الشرق إلى المكب الإيراني

لبنان من جوهرة الشرق إلى المكب الإيراني

بواسطة يونس الكريم

يعيش المواطن اللبناني بين مطرقة غياب التيار الكهربائي الذي تقدمه الدولة عبر شركة كهرباء لبنان، والتقنين الحاد الذي بدأ به أصحاب المولدات الخاصة. لتطغى العتمة على يومياتهم وسط ارتفاع الكلفة في ظل الأزمة الحادة.

لم يكن غياب الكهرباء الوحيد من حياة المواطن اللبناني بعهد “الكبير” أو ” باسيل ”  أو حتى عهد المقاومة ،  بل كان أيضا غياب المحروقات  و السلع الغذائية بأنواعها وحتى الدولار غاب و أصبح 16 ألف ليرة، والنقاش الرسمي يتناول تحديده بين 3900ليرة لبنانية او 1500 ليرة !

انفصام يبرره التهاون الذي يحدث بلبنان فالميناء تم طويه من الأخبار فلم يعد يسمع الحديث حول إعادة بنائه، ومحاسبة الفاسدين بدأت تتم من الخارج ليس كمحاسبة دولية إنما كونهم رعاية تلك الدول للسؤال عن مصدر أموالهم كتهم  ضريبية لا أكثر، يتم المصالحة عليها لاحقاً !.

الميناء تم طويه من الأخبار فلم يعد يسمع الحديث حول إعادة بنائه، ومحاسبة الفاسدين بدأت تتم من الخارج ليس كمحاسبة دولية إنما كونهم رعاية تلك الدول للسؤال عن مصدر أموالهم كتهم  ضريبية لا أكثر، يتم المصالحة عليها لاحقاً !.

لبنان الغائب بين الكبير وصهره وتحالفاتهم، فلم يعد “حريري” السّنة موجود و لا “جعج” الجبل يدافع عنه، حتى حكمة “البيك ” بدأت هي الأخرى من غير فائدة فهو يقف  وحيداً بمقهى في أوروبا ينتظر تكسي يقله كالبنان إلى وضع أفضل …  إنها حكاية من حكايا شهرزاد ومواطنين ينتظرون انبلاج الصباح لعل شهريار الفارسي يعتق شهرزاد اللبنانية  ومخدعها.

فماهو السبب الذي قاد الى انكشاف الحالة اللبنانية وترديها ؟

أسبابها كثيرة أخرها أزمة المحروقات التي تعود هي الاخرى لأسباب منها:

1-تهريب المحروقات إلى سوريا من جميع المعابر الرسمية وغير الرسمية، والذي فاقم المشكلة أن هذا التهريب يتم حتى لتمويل المليشيات العسكرية غير المنضوية تحت جناح حزب الله وإيران مثل “القاطرجي”  والذي ينقل إلى أماكن تواجده بمحافظة دير الزور قاطعة مسافة تقارب (600)كم، طبعا هو يستفيد من السعر المدعوم حكومياً للمحروقات (90 بالمئة من سعر الممحروقات بلبنان مدعوم )، ويأخذ مخصصات المواطنين اللبناني  لتمويل آلته العسكرية التي تقتل وتسرق السوريين يثري بسببها.

ما فاقم  مشكلة  تهريب  المحروقات انها باتت تتم لتمويل المليشيات العسكرية غير المنضوية تحت جناح حزب الله وإيران مثل “القاطرجي”

2-المضاربة على الليرة السورية، التي بدأ بها تجار الصرافة و دعمت من قبل البنوك اللبنانية، بل اندفعت البنوك اللبنانية إلى التوسع بمنح الاعتمادات المستندية لاستيراد السلع، ورغم عدم وجود أرقام واضحة، إلا أن هناك مؤشرات يمكن الاستدلال عنها كارتفاع حجم الاستيراد بلبنان 2-1 ضعف احتياجاته في 2020-2019.

3-الروس الذين وجدوا بتفجير ميناء بيروت في ظل عزوف دولي عن التدخل بلبنان بسبب إنشاء توازنات جديدة مدعومة بسياسة ترامبوتين، فرصة لخلق وجود لها وتشجيع على استعمال ميناء طرطوس كميناء معتمد بإعادة إعمار سوريا و العراق بديلا عن ميناء بيروت، فبدأ بالسيطرة على ميناء طرابلس من خلال شركة روس نفط في 2019 لإدارة محطة المنتجات النفطية في المرفأ، ثم التدخل بالحياة السياسية اللبنانية  كالدعوة لتشكيل حكومة لبنانية من خلال اللقاءات سيرغي لافروف مع مسؤولين بارزين متناقضين بالانتماء للحصول على دعم روسي ضد بعضهم.

4-موقف عون من قضية اللاجئين السوريين وتقاربه الحاد ممن حزب الله وسوريا جعل الخليج ينفض يديه من دعم لبنان الذي كان حمله في جعبة الخليجيين، بل أضاع على لبنان مليارات الدولارات مع تضيق على المنظمات المجتمع المدني و المعارضين بالعمل على الأراضي اللبنانية، كما موقفه الباهت من الوساطة الفرنسية لاحتواء حزب الله وإنقاذ لبنان ، كان الشعرة التي أغرقت لبنان.

موقف عون من قضية اللاجئين السوريين وتقاربه الحاد ممن حزب الله وسوريا جعل الخليج ينفض يديه من دعم لبنان الذي كان حمله في جعبة الخليجيين

5-موقف الحريري البائس من باسيل و عون وحزب الله ، فلم يقنع الخليجيين  ولا حتى الغرب بقدرته على إدارة دفة لبنان ، جعل الكل ينسحبوا من دعمه ، بل حتى حلفائه لم يعد يثقوا به ، مما أضاع تيار الأكثرية  وغيبه عن مجابهة التغلغل الإيراني الذي يبدو أن حل بدل الانتشار السوري اضافة الى اطماع الروس وكلهم حلفاء سورية الذين يبدو انهم أُعطي لهم مفاتيح لبنان .

الآن وبعد تحديد المشكلة التي يعرفها لبنان كل مهتم بالشأن اللبناني، ما الحل لهذا، او السؤال ما الحل الممكن تطبيقه مع تَشيّع لبنان لإيران وحصار روسي لبحره و انسحاب عربي أوربي منه؟

لا حل اقتصادي ينقذ لبنان من فقدان السلع و لا حل سياسي يعيد لبنان إلى تنوعه الطائفي أو على الأقل عودة عجلة الحياة فيه للدوران، إلا بإقالة عون ومحاسبة باسيل عندها حزب الله الذي يعتمد على التيار العون كمطية لغزو لبنان سوف يترجل ويتحجم تمدد إيران، واتخاذ لبنان سياسات جديدة تساهلية تجاه اللاجئين وقضاياهم ليعود التيار المالي الأممي إلى التدفق ومن ثم اعلان عن وولادة طائف جديدة بعد ترتيب تيار البيت السني من جديد  ،عند ذلك يحدث الطائف الجديد الذي سيعيد الخليج للعب دور بحياة لبنان، وهذا منوط كما ذكرت بإزالة عون و باسيل من المشهد واجتثاث سياسة صهري سند بيتي بلبنان، وهو بالحقيقة عم يبني بيت بطهران و موسكو ودمشق!.

لا حل إلا بإقالة عون ومحاسبة باسيل عندها حزب الله الذي يعتمد على التيار العون كمطية لغزو لبنان سوف يترجل ويتحجم تمدد إيران، واتخاذ لبنان سياسات جديدة تساهلية تجاه اللاجئين وقضاياهم ليعود التيار المالي الأممي إلى التدفق

اترك تعليق

مقالات ذات صلة