الرئيسية » صراع بين دبي واسطنبول هل سيغير الديمغرافيا في سورية؟

صراع بين دبي واسطنبول هل سيغير الديمغرافيا في سورية؟

بواسطة يونس الكريم

أنتشرت أخبار عدة على منصات التواصل الاجتماعي حول حصول عدد من الفنانين السوريين على إقامة ذهبية في مدينة دبي، والتي تعتبر فرصة ذهبية لهم سواء للهروب من تردي الواقع المعيشي أو للتطلع إلى فرص عمل تكون ذهبية كالإقامة التي حصلوا عليها .

وعلى جانب آخر ظهرت مؤخرا عدد من المسلسلات التلفزيونية والتي يفترض أنها صورت في بيروت لكن في الحقيقة صورت جميع مشاهدها في تركيا، التي هاجرت إليها شركات الانتاج مستفيدة من توفر البنى التحتية والتواجد الكثيف للسوريين واللبنانيين، ولم يقتصر الأمر على شركات الإنتاج فحسب بل تبعها أيضا مراكز الخدمات الصحية التجميلية وبعض المنشأت التعليمية وجزء كبير من القطاع الإعلامي والتقني .

وبين الطرفين يتساءل السوريين ما الهدف من ذلك هل هو كسب مزيد من المشاهدين وتحقيق مزيداً من الأرباح أم الهدف هو التسويق لهذه المدن؟ ، أو أن الهدف هو لا أخلاقي وان كان يعز علي طرح هكذا تساؤل؟

الحقيقة إن التساؤلات غير دقيقة ، وهي تنبع من الجهل بمعرفة الموقع الذي وصلت إليه المدينتين ، والجهل بالاقتصاد الذي لايزال أصحاب القوى والنفوذ بواقعنا يمنعونا من الانتباه إليه بإغراقنا بتفاصيل باهته حول مجريات صراع الحياة الذي نعيشه.

الحل السياسي في سوريا ربما بات قريباً ، وسوف يفرز عنه إعادة إعمار ومن ثم الإعمار والتي  سوف تشمل سوريا ولبنان والعراق إضافة إلى مناطق تواجد اللاجئين بدول الجوار ولهذا سيتم الإستفادة من صورة الفنانين كجزء من المؤثرين بالمجتمع السوري للتأثير لصالح هاتين المدينين ومن خلفهم دولهم وخططهم الاستثمارية.

نعم ربما الموضوع لازال فيه لبس !

إن أهم وسائل التسويق الآن لم يعد التسويق التلفزيوني لأن  الناس هجرته

فلم تعد المشاهد الكلاسيكية للمشاهير التي بات مكلفة  تحقق الهدف المرجو حتى الإعلانات عبر السوشيال ميديا حسب دراسات كثيرة تتجاوز 5000 اعلان يتعرض لها المستخدم لهذه الوسائل لكنها لا تلفت نظره إلّا في حال بحثه عن شيء محدد بنفسه

فالتسويق اليوم بات يسلك طريقه عبر التفاعل والثقة أي يعتمد على سلوك مقدم الإعلان،

لذا  يتم هذا الأمر عبر ما يسمى بالمؤثرين الذين يتفاعلوا مع جهورهم يؤثروا بسلوكهم وطرق حياتهم واختياراتهم وانماط استهلاكهم، وهؤلاء المؤثرين قد يكونوا مشاهير من الفنانين الذين لهم تواصل مع جمهورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد يكونوا اقتصاديين، يوتيوبر،رياضيين..الخ أي أشخاص يمكنهم التأثير بمحيط واسع من الجمهور.

يقول بيل جيتس ( سيكون هناك نوعان من الأعمال التجارية في القرن الحادي والعشرين: تلك الموجودة على الإنترنت وتلك التي لم تعد موجودة)

الانترنيت لم يعد ذلك الفضاء الذي تحاول الحصول على أجوبة  لبضع من أسئلتك وليس وسيلة تواصل فقط ، إنما بات ذلك الفضاء هو اسلوب حياة كامل بكل تفاصيلها … لدرجة تختفي الحدود بين العالم الحقيقي وعالم الإنترنت لتميز من هو عالمك الأصلي ، ونتيجة ذلك ظهر أشخاص كمنارات يحاولوا أن يقدموا لك تجاربهم ومعارفهم حتى أنكم تتشاركون التسلية والضحك ، لتتحول متابعة هؤلاء إلى  الإدمان ، فباتوا يؤثروا بنظرتك لعالم النت وعالمك الحقيقي على السواء، هؤلاء المؤثرين هم محركات التسويق الحالية التي تستعين بها الشركات من كل الأحجام بل وحتى الدول ، فقد بدأ منذ 2017-2018 الاهتمام يتزايد بالمؤثرين ، وبالمناسبة هو ذات العام الذي  ظهر اقتصاد السلوكي “اقتصاد الخوف” كاقتصاد  يهتم  بسلوك الافراد كعامل مؤثر بقرارات الافراد الاقتصادية  .

إذا التسويق عن طريق المؤثرين (بالإنجليزية: Influencer Marketing)  يعرف أنه ترويج يتم من خلال منح التزكيات أو الشهادة على حسن جودة المنتج وفعاليته من قبل شخص لديه جمهور يتابعه على الشبكات الاجتماعية، ليس بالضرورة مشاهير التلفزيون أو الأفلام، إنما الأساس هو التأثير بالآخرين ، لكن على العموم اليوم أنضم الكثير من المشاهير من الفنانين والمطربين والممثلين ورائدين العلوم  إلى نادي المؤثرين على الشبكات التواصل الاجتماعية وصارت حملات التسويق عبر المؤثرين جزء أساسي من عالم التسويق  كونها اكثر جدوى وفاعليه ، وهنا نستذكر قول سيث غودين المتخصص بالتسويق” الناس لايشترون منتجات أو خدمات فحسب ،إنهم يشترون علاقات وقصص وسحر يشترون مجتمع يريدون أن يكونوا جزء منه“،

ويعتبر التسويق عبر المؤثرين هو الأرخص مقارنة بغيرها من أدوات التسويق ، وإن كان ينمو بشكل مطرد وهو ما توضحه الأرقام لنا ، فحسب موقع “Influencer Marketing Hub” المتخصص في رصد التسويق بالمؤثرين ووفقًا لتقرير معيار التسويق المؤثر لعام 2021 ، عبّر التقرير الذي شمل أكثر من 5000 وكالة تسويق وعلامة تجارية لإبداء رأيهم ونتاج تجربتهم وبناء النظرة حول أفكارهم في مجال التسويق المؤثرين وحجم التسويق بهم،  أنه سيصل الى 13.8 مليار دولار بنهاية العام الحالي 2021 .

وقد أشار أكثر من 80% من المسوقين إلى أن  التسويق عبر المؤثرين فعال في نجاح الحملة التسويقية و تحقيق أهدافها ،بينما قال 71% من خبراء التسويق إن العملاء الذين يأتون من وراء حملات التسويق عبر المؤثرين يكونون أفضل من العملاء الذين يأتون بوسائل التسويق الأخرى،  بل 50% من الزبائن أشاروا أن عملية شرائهم تتم بناء على نصيحة من المؤثر نفسه.

وتقلت دبي هذا التغير بأدوات التسويق  ،فاتجهت نحو اللحاق بهذا المضمار لتسويق رؤيتها الاقتصادية.

ذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أن دبي باتت عاصمة للشخصيات المؤثرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على كوكب الأرض،

ونشرت «ذا غارديان» تحقيقاً خاصاً في 17/04/2021عن استقطاب دبي للمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من كل أنحاء الكوكب كمركز عالمي لثقافة المؤثرين الذين لهم تواجد على المساحة الزرقاء (الفيس _ تويتر) أو حتى الزهرية الانستغرام

عبر برامج علمية وترفيهية وغيرها من البرامج سوشيال ميديا حسب الغارديان ،

فقد  أنشأت دبي منصة يوتيوب سبيس التي تعتبر السابعة على مستوى العالم   لتكون قطباً يتجه صوبه نجوم مواقع التواصل الاجتماعي الراغبين برسم صور رائعة لمتابعيهم عن شخصياتهم وحياتهم ، بل وحتى أنشأت مؤسسة (New Media Academy) التي حسب تعريفها لنفسها مؤسسة إعلامية تهتم بخلق جيل من المؤثرين من صانعي المحتوى على سوشيال ميديا لقيادة قطاع الإعلام ولمحتوى الرقمي، وقد أفتتح الأكاديمية نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم  في حزيران/2020.

لكن الجديد لدى  دبي هو  الاستمرار في الصراع على الاستحواذ ولكن هذه المرة كان الاستحواذ عبر المساحة الجغرافية،

الجغرافية السورية كونها بوابة لسوق كبيرة تمتد حتى  الدول المجاورة لتكون مسرح لتوظيف شركات دبي المختلفة واستحواذها الاقتصادية،

وكون سورية عانت الكثير من الحرب وانخرط الممثلين والفنانين  بهذا الصراع فباتوا من المؤثرين بالنسيج السوري المتصارع ،

كما أن الممثلين بقوا يقدمون مسلسلاتهم القريبة من واقع السوريين والمسلسلات الفنتازية التي جمعت بين الثقافة الشامية وبين خيال شهريار

والتي وجدت دبي إنها تناسب طابع المدينة التي ترسمها لها كجزء من الخيال لجذب المغامرين الذين يودون انفاق ما يملكونه لملامسة ذلك الخيال وخاصة من العرب والاغنياء  الذين أتعبتهم السنين الماضية سواء خلال جمع أموالا اكثر أو عند  خسارتهم  للأموال لتكون  دبي واحة نفس.

غير أن لدبي مشاريع في سوريا من قبل انطلاق الثورة السورية وتريد اقناع السوريين الذين بقوا بمناطق سيطرة النظام وقد اثخنوا الجراح من تردي واقع المعيشة عما ممكن أن ترسمه دبي لهم ولن يستطيع أحد إيصال تلك الصورة كما هم المؤثرين كخطوة أولها كونهم وسطاء بسيطين من بيئة المستهلك و يتكلم وهو عانى ما عانه المستهلك  وفاز بجائزة العيش بدبي البراقة وعاد ليبشرهم بذلك ، فالمهمة الأولى للمؤثر هو تلميع صورة دبي للحاضنات الشعبية واظهارها كمخلص ،

وانها قادرة على خلق المجتمع وانماط العيش التي المجتمعات المحلية تطمح لها، لذا تستخدم دبي المؤثرين بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمه هؤلاء المؤثرين كان سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي ،

ففي وقت كان الفنان ياسر العظمة صاحب سلسلة المسلسل الاجتماعي الناقد وحديث السوشيال ميديا يشكر الامارات و حاكم دبي على منحه الجنسية كان السفير الاماراتي يأخذ البركة من حاخام شاس شالوم كوهين ومرَّ هذا الحدث بالمجتمع السوري مرور الكرام امام الجدال حول حصول ياسر العظمة على الجنسية بين تباريك و انتقاد من باب الوطنية.

وإن كنا لا نعلم حجم تأثير “المؤثرين” السوريين على دبي ،لكن هناك دراسة على مقدار استفادة دبي من المؤثرين

فمؤسسة (New Media Academy)  على سبيل المثال حسب إحصائيات “Social Blade”

أنه حتى السبت 12 يونيو/حزيران 2021، كان عدد المشتركين في قناتها على يوتيوب حوالي 9.7 آلاف مشترك فقط،

وتحقق فيديوهاتها انتشارا ضعيفا إلى متوسِّط، بقدوم منتصف الليل من اليوم نفسه،

كان الجميع فجأة يتحدث عن هذه المؤسسة بعد تحولها إلى موضوع الساعة “Trend” على وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة التعاقد مع برنامج الدحيح، الذي يلقى رواجا كبيرا بين الشباب العربي، عبر القناة،

ويقدمه اليوتيوبر وصانع المحتوى المصري واسع الشهرة “أحمد الغندور”

ملخص إحصائيات YOUTUBE / إحصائيات المستخدم لأكاديمية الوسائط الجديدة (2021-09-15-2021-09-28) مما  أسهم ذلك في رفع عدد المشتركين (Subscribers) في القناة من 9.7 آلاف مشترك فقط إلى 323 ألف مشترك في ليلة واحدة.

ناهيك بإضافة مليوني مشاهدة إجمالي مشاهدات القناة في يوم واحد، بنهاية الأسبوع كان عدد المشتركين في القناة تضاعف ليصل إلى 650 ألف مشترك، وستة ملايين مشاهدة إضافية، وهو ما يساوي إجمالي عدد المشاهدات التي حققتها القناة منذ تأسيسها في صيف العام 2020.

هذا النمو الهائل في المشاهدات والأرقام هو تحقيق للمهمة الاولى ، وإن ما تم بعده من مناقشة حول الدحيح وإن المؤسسة تتطبع لإسرائيل أو لا ،

كان أيضًا بخدمة المؤسسة التي أزاحت الدحيح من الخبر  لتكون هي مصدر الخبر والنقاش مع “ناس ديلي” الذي هو جزء من المؤسسة المذكورة.

ومن ثم تأتي المهمة الثانية وهي استخدام المؤثرين بالدفاع عن الشركات التي تستخدم المؤثرين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر

وهذا السجال بأبسط أشكاله هو الذي حدث بين من لم يمنح الإقامة الذهبية “كزهير رمضان” نقيب الفنانين السوريين ومن حصل على الإقامة الذهبية،  كما حدث بين الدحيح وجمهوره

وخلال هذا السجال فإن دبي أصبحت حاضرة بالنقاشات السورية وهنا توجد مقولة لجورج سورس ” في عالم التسويق اليوم فانه من المهم أن تكون حاضرا”

وبعدها فان المؤثرين لن يكون لهم دور أكثر من التأكيد للمجتمع بعفوية  إن دبي هي المخلص وهي منبع  للأحلام الغير مسبوقة ،

فياسر العظمة اختفى من السوشيال ميديا شأن الكثيرين ممن أخذوا الإقامة الذهبية ،

كذلك الأمر حدث مع “انس واصالة” بحفل الإعلان عن جنس مولودهم ليشعل العالم اضاءة بتقليد دبي

وليس تقليد المؤثرين “انس و اصالة”!، و الجمهور الذي شغل تواصل الاجتماعي بالإضاءة  أبقى على دبي والمجتمع المحلي الحاضران الوحيدان بالمشهد.

هذه الحاضنة باتت تجد دبي الخلاص وهو ما سعت لتأكيده من خلال فتح باب الزيارة إليها والذي بات متاحاً للجميع ممن يستطع دفع فاتورة الإقامة في دبي.

الأمر الغير متوفر بالمقابل حيث بات المجتمع المحلي يدفع لشرعنه القوانين لصالح دبي ما يمكن القول عنه قوانين دبي مجازاً.

التي تهدف للحصول على حصة بإدارة المدن الفاخرة بفنادقها ومولاتها و شوارعها لتكون هناك مدن كدبي بكل مكان وتحت تحكم دبي.

بالمقابل إسطنبول  تريد من المسلسلات التي تصور في تركيا ارسال دعوة  أن إسطنبول هي كما كانت للغني والفقير معاً.

دون حواجز ودون تقسيم طبقي، كمدن الطبقة الواحدة

مدينة الحب البسيطة دون كلفة ،مدينة القصص الخيالية الغير منشورة ،تريد إن تقول إنها ستعمل على إدارة المدن التي تنشأها

لتشبه تلونات الحياة بأغنياءها وفرقائها فالكل موجود وببساطة خالية من الغرور والجلف

تريد إسطنبول أن تقول أن بناء المدن مهنتها وأن التطوير مهنتها أيضا، لذا تعتمد بشكل غير مباشر على التلاعب باللاوعي السوري من خلال أماكن التصوير والديكور.

ببساطة الإطار الذي يمثل به الممثلين بكل تفاصيل الحياة فالخبز والقهوة والمطاعم والسيارات وتعامل الممثلين كله تركي وإن كان يتكلم اللهجة السورية أو اللبنانية.

عدا عن إقامة السوريين حفلاتهم هناك جزء من هذا التأثير ليجعل الكل يتكلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بلغة عفوية مثيرة عن تجربته وتشكل الحاضنة التي تجعل إعادة الإعمار المطلوبة من أي شركة أن تقتدي بإسطنبول، وان كانت إسطنبول تعتمد في تسويق اتجاها على الذراع الدبلوماسي السياسي وهو مما يجعلها تخضع لمزاج اللاعبين السياسيين وسجالاتهم على عكس دبي التي اولتها استقلالية أكبر.

ويمكن ملاحظة ذلك مما حدث بحفلة علي الديك الذي ظهر فيها التنازع السياسي  بشكل واضح، رغم أن المسلسلات الأخرى تحتوي على ممثلين لا يقلون ضراوة عن علي الديك بتأييده لبشار الأسد.

بين دبي العاجية و إسطنبول الحياة ، تكمن تفاصيل تطلعاتهم

حيث سيتم استقطاب المستثمرين سواء المحليين بالاكتتاب لدى شركاتهم أو المستثمرين الخارجيين

كما ستكون back ground   التي سيضعها الدارسين نصب أعينهم عند وضع الدراسات واتخاذ القرار بالاستثمار تحقيق لطموح الزبائن المستهدفين.

اذاً هؤلاء المؤثرين هم الحاضنة الشعبية للدفاع عن مصالحهم ليتحول المؤثرين الى بيادق في خطط الاستثمار لهاتين المدينتين.

وليس هذا وحسب بل سيتجاوزه للولاء لدعوة الشركات للاستثمار بإعادة الإعمار الى المنتجات وأنماط الاستهلاك التي ستغدو جزءاً من ثقافة المؤثرين وتابعيهم، وهو ما يفتح شهية أسواق المال لتمويل تلك الشركات.

السؤال ما علاقة المؤثرين بإعادة إعمار سورية في مشاريع دبي العاجية وإسطنبول الحياة؟

إن مهام إعطاء الإقامات الذهبية أو تصوير المسلسلات والتنافس فيما بينهم هو إعادة كتابة تطلعات السوريين ومحي السياسات السابقة ، وذلك من خلال خلق ثقافة جمعية جديدة بالاعتماد على هذه الوسائل التي تعتبر قريبة من الجماهير ، كما أن هؤلاء المؤثرين سوف يخففون مقاومة الطرف الاخر الذي هو الحاضنة المحلية ويمنحوهم الحماية التي يحتاجها حتى ، فلن تعد الامارات هي من أنقذ النظام بمواقف كثيرة ولا إسطنبول التي دعمت الإرهابيين .

والعائد على الاستثمار كبير يجعل لاستثمار بالمؤثرين مغري، بالمقارنة بالمدفوع في التسويق [ROI Return on Investment])  ، فهو يتراوح بين 6الى 20 ضعف عن المبلغ المدفوع بشكل مبدئيا بالنسبة للشركات إما بالنسبة للناحية الاجتماعية التي تطمح إليها المدينتين ففوائد أكبر من إن تقاس بالإساس العائد وإنما تقاس بالأهداف والوصول إليها ، حيث يقود التسويق بالمؤثرين إلى خلق علامة خاصة بكل مدينة من  المدينتين ، ليتم الاستغناء عن الجيل الأول من المؤثرين والانتقال إلى جيل ثاني أقل كلفة وأكثر احترافية لقيادة المجتمع  السوري والأسواق المستهدف لصالحهما  فتخلق حاضنة خاصة بهما ، فتغدوا المدينتين كثقافة مجتمعية صعبة التغير ، ويمكن قياس ذلك من خلال أساليب قياس تسويق المؤثرين من متابعة التعليقات العامة والكلام حول الهدف وطبعا يسبقه الكثير من الأعمال للجهة التي تريد تسويق منتجها فنلاحظ زيادة الصفحات التي تتكلم عن دبي بطريقة لم نعهدها وعن إسطنبول وجمالية الحياة فيها.

ويمكن رؤية هذا الأمر من خلال تقديم دبي مشروع تأهيل منظمة المياه بسورية كخطوة نحو مشاركة أكبر بإعادة إعمار سورية ، وعلى طرف الآخر ، بدأت إسطنبول ببناء البنى التحتية بشمال غرب الفرات أبتدأً بمشروع الكهرباء .

أن الأيام القادمة سيكون  بها التنافس أكبر .. والصراع بين المؤثرين للدفاع عن المدينتين أشرس .

اترك تعليق

مقالات ذات صلة