الرئيسية » هل تقبل روسيا بالعملة السورية مقابل القمح!

هل تقبل روسيا بالعملة السورية مقابل القمح!

بواسطة Nour sy

اقتصادي – خاص:

دعا سفير النظام لدى روسيا رياض حداد، إلى رفض هيمنة الدولار الأمريكي مبدياً استعداد بلاده مناقشة استخدام العملتين السورية والروسية لتسوية المدفوعات الناجمة عن التبادلات التجارية بين البلدين، وذلك رغم أنه غير مخول طرح مثل هذه المواضيع من حيث منصبه السياسي، في حين أن الأمر لا يتعدى كونه محاولة من النظام لصنع مكانة لنفسه جانب روسيا وإظهار قوة التشابك والتحالف معها.
هل يقبل الروس بالعملة السورية مقابل القمح، أو هل يمكن أن يستبدلوا الفوسفات بالليرة السورية ويتركوه لتطوير زراعة القمح في سوريا!
إن مثل هذا الطرح غير مقبول لروسيا، لأنها لا تستطيع مبادلة سلعها بالعملات غير قابلة للتداول، وتعتمد على النسبية بين ما تحتاجه من اقتصاد ما مقابل ما تقدمه من سلع، حتى في حال الإشارة إلى تطبيق ذلك مع دول قوية كالصين والهند، للإشارة إلى أن روسيا استطاعت بناء تحالف قوي يعوضها عن الدول الغربية .
فالتعامل مع الصين عبر العملة الصينية (اليوان)، امر ليس سهل تنفيذه ، فاليوان عملة غير قابلة للتداول وتخضع لتوجيه من البنك المركزي الصيني، ولا يمكن لموسكو أن تفرض على البنك الصيني أن يتم تحديد سعر اليوان وفق العرض والطلب وهذا سوف يؤثر على تسعير السلع من كلا البلدين، كما أن الأمر قد يتعدى التسعير إلى تحويل روسيا الى سوق للسلع الصينية الرخيصة وهو ما يقضي على الصناعات الناشئة بروسيا، في حين أن الاعتماد الدولار يتحدد وفق العرض والطلب ويتسم بالثبات تاريخياً، ومعدل التضخم فيه ثابت ومتوقع بالرغم من كل المعارك السياسية وتعاقب الرؤساء، عكس بقية العملات التي تتغير قيمها مع تغير قياداتها السياسية.
ومن ناحية ثانية، عندما تقوم روسيا باعتماد عملات الدول المختلفة، لن تحقق أي فائدة لها، فمعظم اقتصاديات العالم تعاني التضخم المفرط، وعملية الاستبدال يعود بالنفع على تلك الدول فقط دون روسيا، فالدول تحتاج إلى المواد الأولية التي تصدرها روسيا بينما نادرا ما تملك تلك الدول بعض السلع التي تحتاجها روسيا، كما ترغب تلك الدول بالتخلص من فوائض العملة، وهذا ينقذ تلك الاقتصادات من التضخم ويربك روسيا، يضاف إلى ذلك، إن خروج روسيا من نظام “سويفت” المالي العالمي جعلها مضطرة لتبادل العملة الورقي، وبالتالي هذا سيفرض على الدول التي تتعامل معها إخراج كميات كبيرة من العملة وتداولها خارج البلاد وبالتالي تحتاج قوانين تسمح بذلك بالنسبة للدول التي تريد الشراء من روسيا لأن التبادل سوف يكون بكميات كبيرة .
وفي حال الدول الفقيرة، فإنها تتعامل بالدولار، بسبب انهيار عملتها، وذلك الدولار يأتي من المانحين الغربيين وأميركا التي تضع قيوداً على روسيا والتعامل معها، أما الدول الغنية التابعة اقتصادياً لأميركا ولها استثمارات ضخمة فيها، لن تعادي واشنطن لأجل بضعة براميل من النفط أو الغاز والمعادن الثمينة، فروسيا مضطرة بالنهاية لأن تستمر بالإنتاج أو الاقفال وعندها ستنهار لتعيد المشهد لعام 1994، ما يهدد لحدوث انقلاب على بوتين من قبل الجيش الروسي والاستخبارات.
وعند الحديث عن الصين أو الهند، نجد أنه من المستبعد أن تقدم هاتان القوتان على تطبيق التبادل مع روسيا بالعملات الوطنية، وكل مافي الأمر أن روسيا تعمل على إشاعة الموضوع من باب القول أنها تحظى بدعم الصين وأن موسكو ليست وحدها في مواجهة حلف الناتو، لا بل أن هناك حلفاً آخر مكون من الدول القوية، وليس من دول ضعيفة مثل سوريا وغيرها تدعم روسيا.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة