اقتصادي:
صوت البرلمان الباكستاني، يوم السبت، لصالح حجب الثقة عن رئيس الحكومة عمران خان، الأمر الذي انتهى بإقالته من منصبه بعد أزمة سياسية استمرت أسابيع.
ونقلت وكالات عن رئيس الجمعية الوطنية بالوكالة سردار أياز صادق قوله إن 174 نائبا صوتوا لصالح حجب الثقة و”بالتالي تم حجب الثقة”.
ولم يكمل أي رئيس حكومة في باكستان ولايته، إلا أن خان هو أول رئيس للوزراء يقال من منصبه بحجب الثقة.
ويرى خبراء منصة “اقتصادي” أن إقالة خان تعود لعدة أسباب، أولها عدم القبول بتجديد عمران خان للفريق أول قمر جاويد، إضافة لمحاولة التضييق على الأحزاب الصغيرة من قبل حزب خان، مما جعلهم في صف المعارضة، ليتحول إلى رئيس حكومة أقلية، كما يعتبر خطاب خان الإسلامي الراديكالي القومي، وتشجيعه لطالبان باكستان، مخالفاً للدستور الباكستاني.
وكان للإجراءات التي قام بها خان أثر سلبي على بقاءه في منصبه، خاصة وأنه قام بتحويل وجهة باكستان من الغرب إلى الصين، ومنح ميناء جوادر لبكين لتصبح لؤلؤة صينية ضمن مشروع مبادرة الحزم والطريق، حيث تقع “جوادر” بالقرب من الحدود الغربية لباكستان مع إيران، وهي نقطة الدخول في أقصى الجنوب إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي تبلغ تكلفته 60 مليار دولار، والممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني هو حجر الزاوية في برنامج “الحزام والطريق” الخاص بالرئيس الصيني.
وتخطط الصين لربط مقاطعة شينجيانغ الغربية بـ “جوادر”، ما يوفر نقطة وصول استراتيجية حيوية إلى بحر العرب والخليج والمحيط الهندي من خلال شبكة من الطرق السريعة وخطوط أنابيب الطاقة.
وفي ذات التوجه المبتعد عن الغرب وأمريكا، اصطف خان إلى جانب روسيا بوجه الغرب، رغم أنه حليف هام لواشنطن، لكن عدم اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ خان دفعه للابتعاد عنه، بشكل مشابه لموقف الدول العربية.
ان اقالة عمران خان في الوقت الراهن لن تكون سهلة، لأنه سوف يتجه نحو الشارع الراديكالي (طالبان باكستان) معتمداً على خطاب أن طالبان أفغانستان أخذت استقلالها وهم ليسوا أقل أهمية، خاصة وأن حزبه يشمل ١٠ مليون، وهذا ما قد يشعل باكستان بحرب داخلية تمتد الى قضاياه الجغرافية مع الهند ويفكك جيشها القوي و يصل السلاح النووي إلى الحركات الراديكالية والقومية، كما يخسر الغرب حليف عسكري قوي لصالح الصين وايران وروسيا .
ان كل الأحداث الحالية من فوضى بسبب تقلص دور الأمريكي تعود جذورها لسياسات باراك أوباما ونائبه جو بايدن، بينما يبدأ الحل من إقالة بايدن وإلغاء سياسات أوباما ومحاربتها، فهل نسمع قريبا نبأ موت بايدن كبداية الحل بشكل سلمي أم أن الاضطرابات لإقالته سوف تعيد أميركا من جديد للواجهة عبر اضطرابات داخلية؟