الرئيسية » لماذا تجرأت مصر على توقيع اتفاقية نقل الكهرباء إلى لبنان عبر سوريا!

لماذا تجرأت مصر على توقيع اتفاقية نقل الكهرباء إلى لبنان عبر سوريا!

بواسطة Nour sy

اقتصادي – خاص:

يعيش العالم، منذ استلام باراك أوباما الحكم، كبوات متتالية، والتي ترسخت بعودته للحكم من خلال جو بايدن، ومع كل فيديو عن عثرة لجو بايدن يفقد العالم اتزانه، فالبيت الأبيض لم يعد المكتب الذي تدار منه سياسات العالم، بل بات ليس أكثر من مقر لحكومة أميركا الشمالية، وقوانينها لم تعد أكثر من تصريحات دولة تريد المشاركة بالأحداث العالمية.

وهذا ما قاد لفوضى تصيب ملفات تهم شعوب كثيرة كانت تتطلع إلى دور أمريكي لنصرتها، ويبدو أن ذاك الأمل قد خاب، الأمر الذي انعكس بتخبط دولي في سياسات الحلفاء فلم يعد المتتبع يعلم على وجه اليقين ما السياسات المتبعة، فماكرون قبيل زيارته لهلنسكي قال :” أنه على أوكرانيا إجراء محادثات مع روسيا في وقت ما لمحاولة إنهاء الحرب بين البلدين “, أي أنه يتحتم أن ترضى أوكرانيا بغزو واحتلال روسيا لأراضيها !!.
ثم بدأ بإعطاء أوكرانيا حق دخول الاتحاد الأوربي بدل من “حلف الناتو” لأسباب كثيرة، أولها تحويل اللاجئين من أوكرانيا إلى دول أوروبا لمواطنين أوربيين وهنا ي

يختلف التزام الدول تجاه الأوكرانيين وإنهاء القضية الأوكرانية إعلامياً وشعبياً، وبالتالي هي طريقة دبلوماسية للمحافظة على الود الروسي.
بالمقابل، تتلقف الدول العربية التي تمر بأسوأ أحوالها الاقتصادية والاجتماعية تلك الفوضى للبحث عن مصالحها التي تنحصر بالساسة فقط، فقد استغلت مصر تراخي واشنطن وحاجة الغرب للغاز، فمع اتفاقية مد الغاز الإسرائيلي عبر أراضيها الى أوروبا ، مررت مصر اتفاقية مع لبنان وسوريا، لنقل 650 مليون متر مكعب من الغاز سنوياً إلى لبنان عبر سوريا. وبموجب الاتفاقية، سيتم ضخ الغاز عبر خط أنابيب إلى محطة كهرباء دير عمار في شمال لبنان، حيث يمكن أن تضيف حوالي 450 ميغاوات إلى الشبكة، أي ما يعادل حوالي أربع ساعات إضافية من الكهرباء يوميا وهو ليس بالكثير أي أن هذه الاتفاقية تعبير صريح عن مناكفة أميركا أكثر من مساعدة الشعب اللبناني.

ويمكن اعتبار توقيع الاتفاقية قبل تنفيد الطلبات الأمريكية_ الاسرائيلية نوعاً من رفض الضغوط الأمريكية على المنطقة دون أخذ مخاوفهم على محمل من المسؤولية، علماً أن تلك الضغوط ترتبط بشكل مباشر بتمويل الصندوق النقد لاتفاقية الغاز المصري والكهرباء الأردنية مقابل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والتي يعتبرها الأمريكيين بأنها تقود في النهاية إلى تجميد “حزب الله” وحتى تحويله لحزب سياسي، ما يقلص من نفوذ إيران، لكن هذا التوقيع يمكن اعتباره انقلاب أبيض على الإرادة الأمريكية مما يجعل مهمة بايدن في ضم السعودية إلى الدول التي تحاصر روسيا اقتصاديا، أكثر تعقيدا.

إن التحركات المصرية مؤخراً تدل على أن القاهرة بدأت رسميا تخرج من النفوذ الغربي والأمريكي على وجه التحديد، وهو ما يعني البدء بالانضمام إلى النفوذ الروسي الصيني، وبالتالي باتت الملفات التي تديرها روسيا، تشكل أولوية لمصر، ومن بينها سوريا، ما يدل على أن تعويم الأسد بات أكثر فأكثر في يد روسيا.

أما التقرير الذي نشرته “بلومبيرغ” عن أن تمويل صندوق النقد الدولي لاتفاقية الكهرباء بين مصر ولبنان وسوريا، لن يتم دون موافقة واشنطن، لم يعد يشكل مانعاً من التقارب مع نظام الأسد، ولم تكن مصر فقط من تخرج من العباءة الامريكية، فلبنان بدأ يخير أميركا إما تدعمه مالياً أو يتعاون مع الأسد رسمياً لتعويمه، وهذا ماعبر عنه طلب نجيب ميقاتي لـ ٤.٧ مليار دولار.

وعلى الجانب الآخر، ماتقوم به تركيا، شريكة أمريكا في حلف الناتو، من محاولات لغزو شمال سوريا عبر تعاونها مع موسكو في الملفات التي تسيطر عليها أميركا، وتزامناً مع قصف روسي للميليشيات المتحالفة مع واشنطن، وضغط موسكو لإنهاء جنيف ونقلها إلى أبو ظبي دون أي تصريح من أميركا حول ذلك، يعد مؤشراً لخروج تركيا أيضا من العباءة الأمريكية وبداية قراءة جديدة للأحداث في سوريا، فالدور الأمريكي فلم يعد لاعباً أساسياً كما لم تعد أوروبا تقوى على مجابهة روسيا.

لقد بات تعويم الأسد مسألة وقت، وأصبح غزو تركيا لمناطق الإدارة الذاتية شمالاً متوقفاً بقبول قسد أو رفضها الانضمام إلى النظام بشروطه هو، ولابد من التذكير بأن خروج أميركا من الجغرافيا السورية يجعل قانون “سيزر” عبارة عن عقوبات خارج الحدود لا تأثير لها على النظام.
إن فرصة النجاة الأخيرة من هذا السيناريو، الذي يشكل كابوسا للسوريين والمنطقة، هو نتائج زيارة بايدن للسعودية …

هذه النظرة المتشائمة تزاد إذا ما نظرنا إلى تشرذم المعارضة وتحاربها فيما بينها، فلا يبقى للسوريين إلا انتظار موقف السعودية من زيارة بايدن ومن إعادة جسر التواصل مع تركيا، فهي القادرة على قلب الطاولة لصالح المعارضة والشعب السوري، أو الضغط يأتي من داخل أميركا لتوقف انهيار سياسات البيت الأبيض، والسياسات الأوربية من مواقف ماكرون العابثة بأمنه مقابل مكاسب انتخابية بطعم الاقتصاد.

أو الأمل للأسف بتشكيل حكومة اسرائيلية قوية ترى أن الأسد هو جزء من إيران ولبنان بات “حزب الله” …
او أن يرفض “حزب الله” الغاز والكهرباء وصندوق النقد الدولي والترسيم، ليفجر الوضع في لبنان، أو يقوم الأسد بخطوة غبية تثير حنق الجميع أو حتى موته.

عندها فقط قد تنجح المعارضة في دورها الخفي بإفشال تعويم الأسد !!!

اترك تعليق

مقالات ذات صلة