الرئيسية » هل اقترب التطبيع السعودي السوري من بدايته؟

هل اقترب التطبيع السعودي السوري من بدايته؟

بواسطة Nour sy

اقتصادي – خاص:

كشفت مصادر لموقع “اقتصادي” عن بوادر تقارب سوري- سعودي بوساطة إماراتية عمانية حثيثة، تزامناً مع الحديث في المرحلة الراهنة عن احتمال كبير لمشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في الرياض، وسط مساعي سعودية ان تكون هذه القمة جامعة للدول العربية كلها.
وبحسب تسريبات حصل عليها “اقتصادي” فإن لقاءً استخباراتي تم عقده في الإمارات منذ عدة ايام، جمع مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك مع الفريق خالد الحميدان رئيس المخابرات السعودية، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بالإمارات، تم خلاله مناقشة مقترحات وآليات تنفيذ خطوات تمهيدية لإعادة العلاقات بين دمشق والرياض وصولاً للتطبيع.
وتلخصت معظم طلبات النظام السوري من السعودية، بوقف دعم وتمويل المعارضة سواء المتمثلة بـ”قوات سوريا الديمقراطية”، أو غيرها من الجهات المعارضة لنظامه، فضلاً عن التعاون في تسليم كل من له صلة بدعم المعارضة المسلحة، من المتواجدين على الأراضي السعودية.
ولم يخف النظام رغبته بإعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، والذي يعتبره النظام في حال حدوثه، أن التعويم الدولي له بات أمر واقع.
كما طالب النظام بالحصول على دعم السعودية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية والتي كانت عائق امامه بقمة الجزائر، وكذلك المساهمة في رفع العقوبات الأوروبية والأمريكية عن سوريا، فضلاً عن فتح خط خطوط تجارية بين البلدين وتنشيطها في المستقبل.
لم يكن اللقاء الأخير في 7 فبراير الحالي، بين سوريا والسعودية الأول من نوعه، فقد سبقه اجتماعات في أيار 2021، عندما تم تسليم عدد من السجناء السعوديين المحكومين بتهم إرهابية لدى النظام السوري، إلى الاستخبارات السعودية، كما لعب النظام السوري أدواراً هامة بالنسبة للسعودية في دور الوسيط في محاولة لتهدئة الحوثيين والقيام بالهدن المتواصلة بين السعودية والحوثيين من ناحية ، ومن ناحية اخرى كان اول من قام بدور الوساطة بين السعوديين والإيرانيين في ايار ٢٠٢١، ومن ثم استكملت جولاتها تحت الإدارة العراقية، إلا أن النظام بقي يلعب الدور الهام فيها، ولا يغيب عن الأذهان الدور البارز الذي لعبه النظام بتنسيق العلاقات السعودية مع إيران، وحماية المصالح السعودية في العراق، وتهدئة الأمور بلبنان، وتسليم المطلوبين السعوديين لدى سوريا، إذ يمكن ملاحظة أنه مع كل انطلاقة لجولة مفاوضات سعودية – إيرانية تحصل مقاربة بين الرياض – دمشق.
إلا أن اكتشاف الرياض لوجود معسكرات تدريب للحوثيين في مناطق بدير الزور، أشعل الخلاف مع النظام السوري.
وتكمن خطورة طلبات النظام الأخيرة، بأنها تتمحور حول إنهاء ملف المعارضة كلياً، خاصة وأن الرياض أحد أبرز الداعمين للقضية السورية، كما أن هذا التقارب يأتي تزامناً مع التقارب السوري -التركي، ومع الموقف الأمريكي الأوروبي البارد خلال أزمة الزلزال، من حيث عدم السعي لإيصال المساعدات لمناطق المعارضة في شمال غرب سوريا، وعدم تفعيل القوانين الدولية لناحية التدخل الإنساني، إضافة لكلام عن دور تلعبه السفيرة الأمريكية دوروثي شيا في تهدئة مع الروس في سوريا كنوع من التوازن مع التصعيد في أوكرانيا، على اعتبار أن سوريا قاعدة بحرية يطمح لها الروس.
بالمقابل، لدى الرياض عدة دوافع باتجاه التقارب مع سوريا، بدفع روسي إيراني، خاصة وأن السعودية لديها علاقات قوية مع موسكو ، كما أن الصين لديها رغبة بأن تقوم السعودية بإغلاق ملف تواجد الفصائل العسكرية التركستانية الذين ينتمون لعرفية الإيغور، كما تجد السعودية التقارب مع إيران وروسيا بشكل غير مباشر في سوريا، يساهم في استمرار تحقيق استقرار في أسعار النفط من خلال عدم نشوء تصعيد عسكري من جهة، وأيضاً محاولات ولي العهد محمد بن سلمان لخلق بيئة استثمارات آمنة في السعودية، وتحديداً مع اكتشاف الرياض لمحاولات واشنطن خلق خلافات مع الإمارات ومع مصر بما يؤدي لمحاصرة السعودية.
لذا تحاول الرياض إلى العودة الملف العربي وإعادة هندسته بشكل يجعل منه ورقة ضغط وتفاوض مع حلفاء أمريكا، لتخيف استهداف الأخيرة للسعودية نتيجة تحميل السعودية القرارات المتخذة في “أوبك بلس” خلال الحرب الأوكرانية، حين اتخذت الرياض موقفاً وسطاً بين الروس وبين واشنطن.
لقد قدم النظام السوري وعوداً للسعودية بإنشاء حكومة حقيقية في اليمن، وأن يكون الحل يرضي السعودية بالملف اليمني، إضافة لوعود تتعلق بمحاربة تجارة “الكبتاغون”، الذي تعد السوق السعودية أحد أبرز وجهاته، إضافة لوعود بأن النظام سيقوم ببعض الإصلاحات السياسية في بنيته تجاه المعارضة السورية وعدم وجود انتقام منهم، كما أنه وعد السعودية بدور كبير في العراق لحماية النفوذ والتطلعات السعودية هناك، من خلال المساعدة في إنجاح التفاوض الإيراني السعودي، واستغلال نفوذه بالعراق لصالح السعودية.
لكن السؤال هل يستطيع النظام أن يفي بوعوده للرياض؟
وهل ستسمح أميركا بتغير المشهد السياسي الدولي في المنطقة بعيداً عما كانت تخطط له؟
وهل المعارضة السورية ستبقى نفسها بعد الزلزال؟ خاصة أن الزلزال خلق شرخاً في نجاح الحكومة التركية الحالية بالانتخابات المقبلة؟
الكثير من الاسئلة تبدأ الإجابة عنها، وفق الشكل السياسي الذي سوف يتشكل لدى المعارضة السورية.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة