الرئيسية » هل سيعيد التاريخ نفسه في مناطق درعا؟

هل سيعيد التاريخ نفسه في مناطق درعا؟

بواسطة يونس الكريم
أوقف حاجز “حزب الله” السفير الروسي على أبواب مدينة الزبداني مانعاً إياه من دخول المدينة، معلناً انتهاء صلاحيات الروس في الملف السوري عند أبواب الايرانيين.
ورغم الدعوات الأممية حول خطورة الوضع الإنساني في مدينة الزبداني، وحديث المحللين والمطّلعين عن خطورة سيطرة “حزب الله” ومن خلفه إيران على المنطقة، وما لهذا من أثر على القضية السورية والحل السياسي النهائي، لم تنفع حتى الدعوات التي انتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي لدعم أهالي الزبداني ومضايا وفك الحصار عنهم بفتح جبهات للضغط على الأسد.
وبدون سابق إنذار وبتدخل أحد حلفاء الثورة، تم توقيع اتفاقية المدن الاربعة، والذي كان من نتائجه اتخاذ الشمال السوري منفى للسوريين.

ماذا يحدث اليوم في درعا؟

بدأت الحكاية منذ عدة أسابيع، حيث سُرّب أن هناك اجتماع بين قيادات من إدلب وضباط استخبارات من نظام الأسد، ثم توالت الأخبار حول تورط فصيل في الجيش الوطني المدعوم من تركيا بتجارة المخدرات، و إرسال مقاتلين إلى أفغانستان واليمن مقابل رواتب شهرية يتقاضونها مقابل ذلك، ثم أتت الحملة العسكرية للنظام بدعم روسي_صيني وصمت تركي على جبل الزاوية، وذلك بعد قيام معارض محسوب على الصف الأول بإعطاء إحداثيات لما سمّاها فصائل الإيغور (كلمة السر للحصول على دعم الطرف الصيني)، ومن ثم التقى ذات المعارض مع ضابط استخبارات أمريكي ليعطيه إحداثيات مواقع فصيل حراس الدين في جبل الزاوية وهو ما يفسر صمت الامريكان ايضاً، ومنها لم تعد هناك جبهة يمكن البناء عليها لتخفيف الضغط على درعا، ليقوم حليف للثورة نوعا ما، بظهور على التلفاز بلقاء اقل ما يقال عنها انها خلط للأوراق، لدرجة أن أي تحليل في أي اتجاه يمكن اعتباره صحيحاً.
لتبدأ بعده معركة درعا، ويتدخل الروس من جديد بمحاولة لمنع التهجير، ويقوم السفير الروسي ذاته الذي أصبح مبعوث بوتين الخاص للملف السوري بالتدخل، ليوقفه حاجز الفرقة الرابعة هذه المرة، والتي باتت خليطاً من حزب الله وفصائل إيرانية، ويبدأ القصف، بانتظار اتفاق التهجير إلى المنفى السوري شمال غرب سوريا.
لكن، لو كان الهدف تهجير أهالي درعا البلد إلى شمال السوري، لتمّ بالضغط على القوى المحلية أو استخدام اللواء الثامن من الفيلق الخامس لذلك ، أو على الأقل تم العرض لنقلهم نقلهم إلى الأردن كمنفى آخر بديل، لكن هدف النظام والإيرانيين أبعد بكثير من تهجير بضع من العائلات أو الشبان، إن هدفهم يبدأ بتحييد ملف جيش المصالحات وتفكيكه بتغير اماكن انتشارهم ، وإغلاق ملف جنوب سورية “النص نص”، وكذلك إغلاق ملف السويداء، وإيقاف قصف إسرائيل، والقول للأردن إما معنا أو علينا، وإغلاق ملف التنف تالياً.
إن استراتيجية النظام القادمة هي إغلاق الملفات العالقة ” نص_نص” وحتى الجيوب الصغيرة ولو كانت مخيم هنا ا. هناك تحضيراً للمعركة الرئيسية مع الإدارة الذاتية، أما إدلب فمعركتها منتهية قبل أن تبدأ بسبب تردي الوضع على كافة الأصعدة، كما أن هناك دعم دولي حولها، سواء حلّت هيئة تحرير الشام نفسها بحزب سياسي جديد قيد الإنشاء أو أبقتهم على هيئتها الحالية.
لن نخوض هنّا بالحلول، فالحل ينطلق من الأمريكان، وهم باتوا أضعف من أن يتخذوا أي قرار يخص الملف السوري أو أي من الملفات المشتعلة في المنطقة.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة