اقتصادي:
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم تعيين مايكل راتني سفيرا للولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية، بعد أن حقق العديد من الإنجازات الدبلوماسية في حياته ولديه العديد من المهارات والخبرات خاصة بمجاله السياسي.
وراتني هو عضو محترف في السلك الدبلوماسي الأمريكي، وشغل سابقا منصب القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في القدس، ومبعوثا خاصا لأمريكا لسوريا.
ويأتي اختيار راتني كمبعوثاً لواشنطن إلى السعودية بعد 16 شهراً من توترات العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، وسط تباين المواقف حيال إيران وروسيا وحرب اليمن.
ويبدو أن الرئيس جو بايدن بدأ يقتنع بأن حل المشكلة الاقتصادية التي خلفها الغزو الروسي لأوكرانيا يبدأ من الشرق، وأن قضاياه لا يمكن الفصل بينها فهي كأحجار الدومينو، وهذا كان سبب اختيار مايكل راتني، فهو خبير اقتصادي عمل بالمكسيك التي تجاوزت أزمة التي عصفت بأمريكا الجنوبية عام 2002، وهذا يناسب المعضلة اللبنانية كذلك .
يملك راتني خبرة كبيرة، فقد كان له دوراً في تشكيل ائتلاف حكومي بالعراق 2003-2004، الأمر الذي يدل على قرب حل القضية السورية، ما يتقاطع مع تفعيل التواجد الأوروبي حول سوريا بهدف إعادة الإعمار بعد الحل، وبناء على خبرة راتني في تشكيل الائتلاف العراقي وعمله السابق مع قطر من المتوقع أن يكون له دور بإعادة التناغم القطري – السعودي إلى الملف السوري مما يولد جبهة معارضة قوية للحل السياسي، علماً أن استقالة راتني من الملف السوري في 2014 تزامن مع ظهور أول بوادر الأزمة بين قطر والسعودية .
لذا تعتبر عودة راتني، بمثابة عودة القضية السورية للحضن العربي والدور السعودي، وأن الحل سيتم عبر خطوط جنيف 2254، وأن واشنطن لن تترك سوريا ولبنان لقبضة روسيا وإيران.
يمتاز مايكل راتني بعلاقة طيبة مع إسرائيل وهو ما يعني تنسيق مع الحلف الابراهيمي والضغط على الإمارات عبر اسرائيل لأجل تجاوز الاتفاق مع روسيا واتفاق “أوبك بلاس”، بل إن راتني هو الضمانة الأمريكية لمخاوف الجميع من أي اتفاق أمريكي إيراني، وإن تحرك الإمارات لتجاوز “أوبك” يعني تحرك السعودية وعودة الاستقرار لأسعار النفط .
إن اختيار راتني مبعوثاً أمريكياً للسعودية يحمل دعماً للملف العربي في قضاياه الساخنة، ويمثل تنازلاً بعد الضغوط السعودية والخليجية، لكنه في ذات الوقت يخفي تهديدات بأن فشل قبول راتني كضمانة فإن أميركا ستترك الشرق لأقداره ولن تدعمه، لا بل قد تحاصره اقتصاديا.