الرئيسية » تحدٍ للإدارة الأميركية أسباب تدفع السعودية لعدم الضغط لعودة الأسد للجامعة العربية

تحدٍ للإدارة الأميركية أسباب تدفع السعودية لعدم الضغط لعودة الأسد للجامعة العربية

بواسطة يونس الكريم

لم تضغط السعودية على الدول العربية من أجل الموافقة على عودة النظام السوري إلى “العائلة” العربية. وبدا ذلك واضحاً من خلال التصريحات التي سبقت اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي والذي تبلور في بيانه الختامي، والذي كان رفض الحكومة اليمنية المدعومة من قبل الرياض مفاجئة لكثير من الخبراء بالشأن السياسي، وهي الدولة التي ربما الأسهل نظرياً الحصول على موافقتها.

واستضافت مدينة جدة السعودية الجمعة، اجتماعاً الجمعة لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي بحضور من نظرائهم في العراق والأردن ومصر، من أجل بحث عودة النظام للجامعة العربية، لكن بيانه الختامي أكد أنه لم يتم التوصل إلى قرار جامع في هذا الشأن، وهو ما أكدته أيضاً وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادرها.

ولذلك، فإن السؤال المطروح هنا، هو لماذا تسعى السعودية إلى عودة النظام إلى الجامعة العربية من دون دفع حقيقي لذلك؟، سواء بالضغط على باقي الدول المعترضة وهي قطر والكويت والمغرب واليمن خصوصاً، أو عبر اقناعها على الأقل بذلك؟
يقول مدير منصة “اقتصادي يونس الكريم إن البيان يُظهر جلياً أنه لا عودة للأسد إلى الجامعة العربية وكذلك لن تتم دعوته لقمة الرياض في 19 أيار/مايو، موضحاً أن السعودية أرادت الضغط على الولايات المتحدة والقول بإنها جاهزة للمضي إلى مدى أبعد مما تعتقد واشنطن في خلط الأوراق، في حال بقي موقف الإدارة الأميركية نفسه من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعدم اخذ مخاطر الأمن القومي للمملكة بعين الاعتبار.

وكذلك، هي تريد الذهاب بعيداً بالضغط على إسرائيل عبر تقوية النفوذ الإيراني في المنطقة التي حاولت تقليل الأهمية الإقليمية للمملكة بالمنطقة، حيث مبادرتها لم تؤكد صراحة على وجود الميلشيات المرتبطة بالحرس الثوري، وإنما اكتفت بالإشارة إلى الميلشيات الإرهابية، وهي عبارة فضفاضة بحسب الكريم.

ويضيف الكريم أنه من عادة الملوك أن يجلبوا من يريدوا أن يحدثوهم الى بلاطهم، وتريد أيضاً السعودية التأكيد على أنها الدولة العربية ذات الثقل الإقليمي ولها رؤيتها الخاصة بالحل السياسي في سوريا يجب أن يؤخذ بها ، وأن الأسد مجبر على تغيير خطابه تجاهها، وهي تستطيع جلب الأسد، شأنها شأن إيران التي تجمع معها علاقة ندية، أو حتى مع روسيا، وبما أن الرياض لا تمتلك ميلشيات على الأرض السورية مثل طهران، ولا قواعد عسكرية ، فهي لوحت  ب”العصا والجزرة” اي المال وهو هو مكمن سياسة المملكة الحديثة.

ويوضح ” الكريم” أن السعودية لم تضغط على الدول الخليجية والعربية لاجل عودة النظام السوري رغم اهمية ملفات  “المخدرات”  أو “الحل السياسي” و “اللاجئين”، ذلك لعلمها أن جلب الاسد الآن وهو يُحتضر اقتصادياً، سوف يضطرها الى تنفيذ مشاريع البنى الاساسية في سوريا لأجل تثبيت “سلام هش”، ما سيكبدها نزيفاً مالياً جراء ذلك، فضلاً عن علمها أن الغرب سيعمل على مباركة هذا الورطة للسعودية لكسر نفوذها واجبارها على بيع نفط بأسعار اقل لتأمين السيولة النقدية.

وعليه، فإن السعودية تسعى الى استخدم الملف السورية كقوة ناعمة  حالياً لس أكثر، لتقول إنها تستطيع تحدي الإرادة الأمريكية.

أما بالنسبة للأسد فقد قبل المضي بهذه المصالحة رغم علمه المسبق بفشلها، على أعتبار ذلك انتصاراً نوعا ما لهُ، حيث يجده تعويماً واعترافاً بشرعيته ضمناً، ويثبت أن دولاً قوية لازالت تتواصل معه كجزء اساسي من الحل إنّ لم يكن كلّ الحل على إعتبار أن المعارضة لم يتم ذكرها صراحةبالبيان، وان الولايات المتحدة تحول دون ذلك.

يتابع ” الكريم ” بالقول إن السعودية أرادت خلق مبادرة جديدة للقضاء منصة استانة وعلى جميع المبادرات التي جرى استثناؤها منها.

كما أنها الغت فكرة نقل مفاوضات من جنيف التي تسعى لها روسيا وتركيا، بطرح خيار أن تكون في الرياض، مما يجعل عملية نقل من جنيف هو تحدي للمملكة والارادة العربية، موضحاً أنها عمدت إلى ذلك بأسلوب الضدّ، فلم تشر الى 2254، وطرحت بديلاً عنه مبادرة جديدة تكون الخيار عن نقل مفاوضات وعن سوتشي، ما سيدفع الامم المتحدة الى تمسكها بالمبادرة للحؤول دون انهيارها، والمحافظة على قالبها.

ان الخطوات السعودية بالتواصل مع حكومة الاسد و ما رافقها من تصريحات و خطوات عربية ودولية الساعية للتطبيع معها قد أظهر جلياً دول تصطف ضد الارادة الغربية و خارج عباءة القرارات الامريكية، فباتو لقمة سهلة للعقوبات أكثر من أي وقت مضى لها.

بالمقابل، لعب الاسد دورا هاما ً في فشل عودته الى مقعد سوريا بالجامعة العربية واستغلال التوتر الدولي ضد ضعف النفوذ الامريكي لصالح تعويمه، حيث  لم يستطع الاسد الالتزام بإغلاق معسكرات الحوثيين بريف دير الزور والبادية السورية،  بحسب الكريم، فلا سلطة له هناك، ولا يستطيع تحجيم المليشيات الايرانية التي زارها قاآني رغماً عنهُ بهذا التوقيت الدقيق، ليؤكد أن الأسد لا يمتلك القدرة على منع  أو لجم الوجود الإيراني.

كما ظهر الاسد انه  لا يستطيع ايقاف تجارة “الكبتاغون”، لأنه ليس اللاعب الوحيد، وإنما هناك المليشيات الايرانية والوحدات الكردية وحزب الله اللبناني هم لاعبون أساسيون أيضاً، فضلاً عن وجود لاعبين آخرين هم من مخابرات ومسؤولي دول الجوار وبعض امراء الحرب،

وإن الاسد لا يريد دخول بحرب ضد الكبتاغون والمخدرات، لانه لانية له باستبدال مال سهل غير محدود  يأتيه من التجارة بها دون وجود التزامات واضحة عليها، مقابل الحصول على اموال خليجية ستكون محدودة وتحت إشراف دول المانحة لها ، كما صرحت التصريحات الرسمية الخليجية، هذه الاموال  ليست منح بل ستكون على شكل قروض قد تقود الى تخلى عن جزء من سلطته واشراك السعودية والخليج  كلاعب جديد بالقرار السوري، في مقابل الحصول على هذه الاموال.

فكل ما يطمح له نظام الاسد فظل الظروف الدولية الحالية، ان تعرض السعودية عليه أو أي دولة خليجية،   اتفاقية شبيهة باتفاقية الطائف ١٩٨٩ ، تكون اساس  لطرح وثيقة الوفاق الوطني سوري،  بحيث يستطيع من خلالها وأد المطالب الدولية حول اطلاق سراح المعتقلين الذي لم ببقى منهم أحيتء بالأفراع الامنية اقل من ٢٥% حسب مصدر مطلع ، ويستطيع النلاعب بالفرقاء الاخرين كما حدث بلبنان ، ريثما يعيد بناء نظامه السياسي و الاقتصادي الجديد.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة