الرئيسية » بروكسل ثمانية فصل جديد من ابتعاد القضية السورية عن الاهتمام العالمي!

بروكسل ثمانية فصل جديد من ابتعاد القضية السورية عن الاهتمام العالمي!

بواسطة يونس الكريم

انقضى مؤتمر بروكسل منذ عدة أيام، بغياب واضح لتواجد الاقتصاديين الذين تم حشرهم كمحاسبين لدى المنظمات الإنسانية بدور يشبه حبس طفل لدى زوج أمه داخل ورشة عمله في الدراما المصرية أو السورية على السواء، بالرغم من أن ” مؤتمر بروكسل ” يقوم على توليفة الاقتصاد مع السياسية لتخديم الجانب الإنساني، لكنه أقصاهم عن التواجد متجاهلين عنوان المؤتمر الاقتصادي “التعافي المبكر”.

هذا الإقصاء جاء بخسائر على المؤتمرين وإن كانت حجتهم أن قرارات المنح تم اتخاذها مسبقا، وهذا الكلام صحيح إذ لا يوجد تغير لدى هذه المنظمات ولو على أساس الطرح.

إضافة إلى ذلك، فقد خسر المؤتمرون السوريون ايضاً حصول لبنان على مليار يورو من أصل أربعة مليارات من الدولارات، أي الربع، ذهب هذا المليار الى الحكومة اللبنانية بشيء شبيه من الرشى السياسية، وهي التي تهدد السوريين وتحشد مواطنيها وجيشها للتنكيل بهم ليلا نهار، حتى بات السوري متنفس هذه الحكومة من أزماتها وسوء أدائها، لأن لبنان لا يملك دولة ولا مؤسسات لمنحها الأموال أو حتى تتبع صرفها أو محاسبته.
وكذلك، كان هناك تواجد كثيف لمنظمات الحكومة النظام السوري الذي سيحصل على نحو 60 % “كما تم تداوله لأسباب جغرافية والتطبيع العربي” مما تبقى من أموال المانحين في المؤتمر بعد منح سياسي لبنان المليار دولارا، أي سوف يتلقى مليارا وثمانمائة مليون من الدولارات وهي تعادل ميزانيته العامة لعام ٢٠٢٤ وتفيض عنها.

فيما يتبقى للمعارضة ودول الجوار التي تدير مناطقها وتحكيها وتستقبل جزءا من اللاجئين ما قيمته مليار و200 مليون دولار، وهذه المناطق هي السويداء والإدارة الذاتية ومنطقتي غرب الفرات.

وهذا سوف يقودنا لتوصل للنتائج التالية:

إغلاق مخيمات اللجوء وترحيل السوريين إلى داخل الجغرافية السورية.

تأثر قطاعات التعليم والصحة وتحويل الاموال المخطط لها من مشاريع التعافي المبكر إلى سبل العيش والطوارئ (كما حصل في العام 2023).

إضافة عدم كفاءة خطط الطوارئ (مؤشرات العام الماضي حسب المتحدثين ببروكسل- 8)، وتأثير ذلك على الأمن الهش بمناطق المعارضة مما يعيد شبح الانفلات الأمني، ارتفاع عمليات الترحيل والتي سوف تستوجب المزيد من التطبيع دول المرحلة مع نظام الأسد.

كما أن مليار وثمانمائة مليون من الدولارات سوف يكون إنفاقها سهل بمناطق الإدارة الذاتية التي تملك تنظيما أفضل من غيرها، وهي على تواصل جغرافي سهل الوصول إلى مناطق المعارضة أخرى، وتملك علاقات جيدة مع نظام الأسد والروس.

هذا لن يعجب بقية مناطق المعارضة لأسباب تتعلق أم بطبيعة السياسية للإدارة الذاتية أو بسبب الدولة الضامنة لهم.

كما أن هذا المبلغ “مليار وثمانمائة مليون من الدولارات” سوف يصعد من عداء مواطني دول الجوار الذين كانوا يعتمدون على نشاط المنظمات، معظمها سوف يغلق أعماله ويخفضها وهو ما بدأوا به منذ بداية شهر نيسان/ أبريل، وبناء على تلك الأسباب، يمكن اعتبار أن مؤتمر “بروكسل 8” تحول إلى مؤتمر لخروج الدول من الملف السوري بما يشبه بالموازنة السورية الرسمية نفسها التي ينخفض حجمها مع كل عام وصولا لرفع الدعم /المساعدة منه حسب مفهوم مؤتمر بروكسل8.

ليبقى السؤال:

إن كان مؤتمر بروكسل الثامن شعاره “التعافي المبكر أو إن العالم أرهق من القضية السورية” فكيف يمكن إعادة بروكسل والعالم التي تجتمع فيه إلى الاهتمام بعدالة القضية السورية ونظر إلى القضية من منطلق العدالة الإنسانية؟
هل نحتاج إلى تخصصيين أو علاقات عامة وصلة قرابة بالموظفين المنظمات؟

اترك تعليق

مقالات ذات صلة