الرئيسية » خلاف التوقعات… رسالة الأسد إلى الخليج “روسيّة”

خلاف التوقعات… رسالة الأسد إلى الخليج “روسيّة”

بواسطة Nour sy

اقتصادي – خاص:

كشفت مصادر خاصة لموقع “اقتصادي” تفاصيل عن زيارة رئيس النظام بشار الأسد الأخيرة إلى الإمارات، والتي عقبها عدة أحداث إقليمية اتسمت بالتصعيد تارة وبالتهدئة تارة أخرى.
وبحسب المصادر، حمل الأسد عند توجهه إلى الإمارات رسالة من روسيا إلى السعودية، التي رفضت استقباله فكانت الإمارات هي البديل، حيث أبلغ الخليج العربي بأن صواريخ بعيدة المدى في سوريا، قد نصبت باتجاه السعودية والقواعد الأمريكية فيها، وذلك ضمن مراقبة موسكو للإمارات والسعودية اللتان بدأتا تنصاعان لضغوط أمريكية، لكسر مقاومة روسيا للعقوبات الاقتصادية، وأن عليهما عدم زيادة إنتاج النفط.
وحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” وجهت السعودية شركة “أرامكو” لزيادة إنتاجها نحو ١٢.٣ مليون برميل، وهو قريب من الطاقة القصوى، فضلاً عن نيتها تقليص استخدام النفط المحلي المستخدم في إنتاج الكهرباء وضمه إلى الكميات المصدرة. كما ذهبت السعودية الى أبعد من ذلك بمحاولة الاتفاق مع الصين على بيعها النفط باليوان الصيني، الأمر الذي يسحب دعم الصين لروسيا، فالنفط السعودي أرخص من الروسي وليس عليه عقوبات.
كما شملت رسالة روسيا، أن الحوثيين والإيرانيين سوف يلتزمون بما سوف يتم الاتفاق عليه أو أنهم سيكونون جزءاً من الحرب، وذلك الأمر جعل مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد آل نهيان متجهم خلال الجلسة ودفعه لعقدها في مرآب سيارات، كي تكون رسالة استخفاف بما حمله الأسد من تهديد.
رفضت السعودية رسالة روسيا التي حملها الأسد، فقام الحوثيون في 25 مارس بقصف “أرامكو” بشكل دقيق وقريب جداً من قاعدة عسكرية، دون أن تستطيع القوات السعودية اعتراضها كما هي العادة، الأمر الذي اعتبر رسالة تهديد لخطط ابن سلمان السياحية، فولي العهد السعودي يجهز لإقامة سباقات “فورمولا وان” الذي استثمرت فيه السعودية عام 2020، وتحديداً شركة “أرامكو” التي عقدت صفقة رعاية مع سلسلة سباقات “فورمولا 1” يمتد لعشر سنوات وفقاً لما ذكرته صحيفة “موتورسبورت ويك” في أبريل / نيسان ٢٠٢٠، إذ من المقدر أن يجلب للفورمولا 1 ما يعادل حوالي 535 مليون يورو (450 مليون جنيه إسترليني). حتى أن مصادر أخرى تتحدث عن 800 مليون يورو.

وبالمقابل حمل الأسد في جعبته في حال التوافق جملة من الاتفاقات المغرية، فمناطق النظام سوف تتحول الى قاعدة اقتصادية للروس لبيع القمح والمعادن والنفط، في إشارة إلى تخفيف ضغوط المنطقة العربية عن الخليج ومساعدة المعامل بالمنطقة بأن تستفيد من ارتفاع أسعار السلع، وهذا سوف يكون بضوء تهدئة إيرانية ترعاها روسيا، كما أن موسكو سوف تقبل بالعملات المحلية مما يخفف عنها ضغوط الدولار ويعيد استقرار اقتصاداتها، إضافة لتقديم الدعم لحكام المنطقة.
والجدير بالذكر أن تلك العروض شملت إسرائيل، وذلك يفسر عقد قمة سريعة ضمت الإمارات ومصر وإسرائيل في شرم الشيخ لتباحث العرض، وتلاه رد أمريكي على الدعوة بعقد قمة النقب التي حصرتها المغرب والإمارات ومصر والبحرين وشاركت فيها أيضاً السعودية وقطر بشكل غير مباشر، ومن ثم إعلان تهدئة في اليمن برعاية أمريكية لمحاولة كسر مخاوف السعودية.
لم يعد الأمر منوطاً فقط بالخليج والحوثيين، فهناك صواريخ روسية في سوريا أصبحت موجهة إلى أوروبا، ما يدفع للتساؤل حول ماهية الخطوات التي قد تتخذها واشنطن إزاء أمن الخليج والمنطقة، أم هل سينكفئون على أنفسهم بحجة المعركة الكبرى مع الصين، ليتركوا سوريا والمنطقة لموسكو وبكين!
إن خيار ابن سلمان مع كل ضعف أمريكي يتحدد بالتوجه للصين، التي تراقب ضعف روسيا والعالم الغربي وتوقد النار في سبيل ذلك.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة