اقتصادي – خاص:
لم يكد العالم يلتقط أنفاسه بعد مواجهة ارتفاع الأسعار ونقص السلع التي خلفتها الإغلاقات بسبب فايروس كورونا، حتى عاد ليعاني من ارتفاع جنوني آخر بأسعار السلع الأساسية والمحروقات إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، ومع غياب أي أفق لحل سياسي قريب لهذا الغزو، حذّر الخبراء من استمرار ارتفاع الأسعار، والذي كان شديد القسوة على مواطني بلدان الربيع العربي ” الذي فاشل”، خاصة مع ما أفرزه ذلك الفشل من سياسات اقتصادية وسياسية جديدة تتسم بعد الاستقرار.
فبات رب الأسرة هو المسؤول عن وضع استراتيجيات مالية لأسرته ليتمكن من مواجهة الغلاء، لكن مع حظ سيء هذه المرة، فلا تعاضد أسري ولا منظمات إنسانية نتيجة الأوضاع السيئة ببلاد اللجوء أيضاً، فضلاً عن تفكك المجتمعات وبقايا مؤسسات الدولة والتي كانت تقدم له بعض الدعم الذي يخفف عن كاهله عبء الحياة.
تتقاطع الاستراتيجيات التي يمكن لرب الأسرة أن يعتمد عليها، بغض النظر عن قيمة الدخل، فهي تهدف للمحافظة على مستوى المعيشة في الأزمات ومنع نسيج الأسرة من التفكك تحت الضغوط.
وتنطلق الاستراتيجية المالية من دخل الفرد أياً كانت قيمته، فهو يقسم عادة بين ثلاثة أو أربعة أقسام، قسم المواصلات ٣٣% وقسم فواتير السكن والإقامة من ٣٠% الى ٣٣% وقسم الطعام من ٣٠% الى ٣٣% والباقي إن لم يستخدم بتغطية الأقسام الثلاثة، يمكن توجيهه للادخار.
بداية يتوجب على رب الأسرة عند التخطيط فيما يتعلق بالجزء المخصص للطعام، أن يعيد ترتيب أولوياته بناء على السعرات الحرارية وليس على الكم أو النوع، فتغير نمط الغذاء سوف يترك أثر نفسي شديد قد يكون تكلفته المستقبلية مرتفعة، بينما الاعتماد على تأمين الكم اللازم من السعرات الحرارية سيكفل للجسم الطاقة ويسمح له بالمفاضلة بين الأسعار والأنواع، دون أن يبقى فوائض تهدر بسلة القمامة.
ومن الهام هنا عدم دخول السوبر ماركت أو السوق أو حتى البقاليات إذا لم تكن هناك حاجة للشراء، فمغريات العروض كفيلة بإفشال أي مشروع اقتصادي بخصوص ضبط الإنفاق، ويجب الالتزام بقائمة محددة من المشتريات، رغم صعوبة تطبيق الأمر، فذلك يتطلب مراقبة مستمرة للمواد في المنزل لمعرفة النقص بالتحديد، إلا أنه السبيل الأفضل لإبقاء السفينة مبحرة.
وينصح الخبراء بتحديد يوم في الأسبوع للتسوق، على أن يتم اختياره في الأيام التي تقام فيها عروض تخفيضات الأسعار، وقد يكون من المفيد إيجاد شركاء في التسوق بهدف الشراء معاً للاستفادة من الخصومات، كما أن مبادلة بعض الأطباق من الطعام مع الأهل أو الجيران من الممكن أن يضفي التنوع على المائدة، ويمد الأسرة بالطاقة الإيجابية من الناحية النفسية.
ويحذّر الخبراء من اصطحاب الأطفال في يوم التسوق، أو من الاعتماد على محل واحد في الحصول على المشتريات، لأن ذلك سيرفع قيمة الفاتورة ويحرمك المفاضلة بين الأسعار المتنوعة بهدف تحقيق التوفير، مع الانتباه جيداً إلى ألا تضطر لدفع تكاليف نقل إضافية عند الانتقال من محل لآخر.
وعند قيامك باختيار مواد التنظيف، احرص على اختيار الأنواع الجيدة المعروفة بجودتها وفعاليتها، فأسعار تلك المواد الجيدة في ظل الركود باتت تقارب أسعار الأنواع الرديئة، التي يعتبر شرائها هدراً للأموال نظراً لما قد تسببه من حساسية أو ضرر على الأسطح والملابس وغيره.
ربما قد تشعر أن الأمر صعب ومربك في البداية، إلا أنك ستعتاد عليه بعد فترة بسيطة، وستجد الفرق في محفظتك، ما يحسن صحتك ومزاجك بالتأكيد.