الرئيسية » إلى ما تهدف شركات التكنولوجيا من تسريح موظفيها!

إلى ما تهدف شركات التكنولوجيا من تسريح موظفيها!

بواسطة Nour sy

اقتصادي – خاص:

أشعلت شركات تكنولوجيّة عدة، شرارة انطلاقها نحو عصر جديد يسابق التطورات والأحداث العالمية لتضمن انسجامها ومواءمتها للظروف الاقتصادية القائمة والقادمة على حد سواء.
استغناء كل من “تويتر” و”ميتا” (الشركة الأم لـفيسبوك) و”أمازون” عن آلاف الموظفين، لا يعني النظر إلى تلك الشركات على أنها مشاريع آفلة، وأن تنامي أرباحها الفترة الماضية كان نتيجة انتشار كوفيد-19 لا أكثر.
يقول جيف بيزوس إنه “يجب أن يكون رواد الأعمال على استعداد لأن يساء فهمهم لفترات طويلة من الزمن”. و”الفشل جزء لا يتجزأ من الاختراع. وهذا ليس اختيارياً”.
كل تلك الشركات التكنولوجية تسير في مسار واحد، ما يدل، بما لا يدع مجال للشك، أنها تقوم بما يشبه إعادة الإقلاع (Re-Start) لنفسها في سياق التغيرات الاقتصادية، ما يؤمن لها سهولة تتيح لها تخطي المرحلة الاقتصادية الحالية بمصاعبها، مقارنة بغيرها من الشركات التقليدية بمختلف المجالات.
وبحسب بيزوس “هناك دائماً طريقتان لتوسيع الأعمال التجارية: قم بجرد ما تجيده واستفد من مهاراتك، أو حدد ما يحتاجه عملاؤك واعمل بشكل عكسي، حتى لو تطلب ذلك تعلم مهارات جديدة”.
إذا، ثلاثة محاور رئيسية استهدفتها تلك الشركات في خطواتها المتعلقة بتخفيض حجم العمالة البشرية، هي:
1_ هيكلة قطاع العمل بالتوازي مع خطوات لاحقة لزيادة ربحيتها، وبالتالي جعل أسهمها بديلاً عن التداول في منصات العملات الرقمية التي تعاني من افلاس و سوء ادارة ، وهو ما قد يعني عودة العملة الرقمية “ليبرا” التابعة لفيسبوك بشكل جديد يدعى ديم Diem، مع الاستفادة من نقاط القوة والضعف التي شهدتها وتشهدها العملات الرقمية، وأهمها المركزية والتي أحد صورها الخبرة وآلية التسييل (التحويل بينها وبين العملات التقليدية)، وملاحقة الاحتيالات بأنواعها، وهذا تجسد بجعل مؤسسة “ديم” مقرها في جنيف، حيث الخبرة بإدارة المال والشفافية والسيولة.
ويرى بيزوس أن للتكنولوجيا مكانتها التي لن تتأثر بمرور الزمن، بل ستتنامى بغض النظر عن الأحداث، “أنا أؤمن بشدة أن الإنترنت هو في الواقع كل ما يجب أن يكون عليه الأمر”.
٢ _ تطويع الذكاء الصناعي أكثر في إنجاز الأعمال بدلاً عن القوة البشرية، على أن يكون ذلك الاعتماد مماثلاً لحجم العمالة المستغنى عنها، وهذا يعطي لشركات التكنولوجيا القوة من حيث توفير مستلزمات الذكاء الاصطناعي للشركات الأخرى التي تتعامل معها، وبالتالي تصبح قادرة على تلبية متطلبات السوق بأقل تكلفة.
ووفقاً لبيزوس فإن “أهم ثلاثة أشياء في البيع بالتجزئة هي الموقع ثم الموقع فالموقع. فإن أهم ثلاثة أشياء لأعمالنا الاستهلاكية هي التكنولوجيا والتكنولوجيا والتكنولوجيا”.
٣_ تخفيض التكاليف المالية ضمن المؤسسات التكنولوجيا والشركات المرتبطة بها، مايجعل موازانتها أكثر ربحية، وبالتالي قد تتحول إلى جزيرة أمان للأموال الهاربة من سوق العملات المضطرب والفوائض النفطية، في ظل عدم الثقة بسوق العقارات والبنوك والذهب.
وهنا لابد من الإشارة إلى إن ارتفاع أسعار الطاقة لا يتعدى كونه موقفاً سياسياً طارئاً، ما يلبث أن يعود للتراجع باستقرار أسعار النفط، وبالتالي يبقى هناك عاملان أساسيان تسبب به ارتفاع الطاقة ويجب التعامل معهما وهما: أولاً: التضخم، والذي يعتبر التيسير الكمي أحد أسبابه الجوهرية التي اتبعتها الحكومة لمواجهة التضخم.
ثانياً: فوائض الأرباح الناتجة عن تصعيد الحرب “النفط-الغذاء”، والتي سيتم توجيهها للاستثمار في العملات الرقمية، كونها مشاريع مستقبلة رائدة، ما يتوجب إصدار تشريعات دولية أكثر دقة وصرامة.
وعند هذه اللحظة، ستكون خطوات الشركات التكنولوجية، “تويتر، أمازون، ميتا” استباقية، وقد قطعت بها أشواطاً لتصبح مهيأة لجني أرباح كبيرة مقارنة بالشركات الأخرى، التي ستكون في طور إعادة الهيكلة والبحث عن منتجات لها لموائمة التغيرات.
إن سياق تصرفات هذه الشركات يأتي من المقاومة الطبيعية للنظام الاقتصادي “نيو رأسمالي” في تجاوز أزماته الخانقة التي جعلت منه نظام ذو أفق مسدودة، لذا ما تقوم به هذه الشركات إنما يأتي من روح النظام الاقتصادي الجديد، انه اقتصاد “عصر الشركات”.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة