الرئيسية » الحرس الايراني يقتل العشرات من جامعي الكمأة في البادية السورية

الحرس الايراني يقتل العشرات من جامعي الكمأة في البادية السورية

بواسطة يونس الكريم

سقط عشرات الضحايا المدنيين من جامعي فطر الكمأة في البادية السورية منذ مطلع العام 2023، عبر هجمات ممنهجة منظمة شنتها مجموعات عسكرية لاتزال الانباء الواردة حول هويتها وتبعيتها محل تضارب بين ارتباطها بتنظيم “داعش” والميلشيات الإيرانية التي تسيطر هناك.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان  في تقرير الجمعة، إن 42 مدنياً بينهم طفل وسيدة واحدة لقوا مصرعهم خلال قيامهم بجني فطر الكمأة خلال شهر آذار/مارس، موضحةً أن حصيلة الضحايا الذين قتلوا خلال جمعهم فطر الكمأة منذ بداية العام 2023، بلغ 92 مدنياً بينهم 5 أطفال وسيدة واحدة.

ووفقاً للتقرير، فإن جميع من جرى قتلهم إما جراء انفجار الألغام المزروعة من قبل جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها، أو قتلوا على يد جهات أخرى، موضحاً أن المسؤولية تتراوح بين عناصر من قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المساندة لها، أو مجموعات تنتمي إلى “داعش”.

لكن محلل الشؤون الأمنية لدى منصة “اقتصادي” علي علي، أكد أن الحرس الثوري الإيراني وميليشياته غير السورية هي المسؤولة عن مقتل جامعي الكمأة من المدنيين والعسكريين في جيش النظام على حد سواء.

ونقل علي عن مصادر مطلعة قولها إن قائد “الحرس الثوري” الإيراني في سوريا محمد رضا توحيدي المعروف بـ”الحاج مهدي” أصدر أوامر في بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بحماية مناطق البادية السورية من أي اختراق بشري، وكذلك اخضاعها للمراقبة على اعتبارها باتت تحت سيطرة النفوذ الإيراني، معيدةً السبب إلى أهمية البادية بالنسبة للحرس الإيراني.

وأضافت المصادر أن توحيدي، كلف قائد الامن العام للحرس الثوري بالمنطقة الشرقية محسن محمد تقي المعروف بـ”الحاج أسعدي”، وهو إيراني الجنسية، بإعداد آلية تقوم على منع توغل المدنيين في البادية الشرقية تحت أي سبب حتى لو كانوا من سكان المنطقة، وهو ما انعكس بشكل تحذيرات عبر اشتباكات تارة مع الفصائل المعارضة من منطقة ال55 الخاضعة لحماية التحالف الدولي، وتارة اخرى مع “داعش”.

وأوضح أن السبب وراء تلك الإجراءات هو منع المدنيين من الوصول الى الأماكن التي أنشأ فيها الحرس الإيراني مستودعات صواريخ سرية تقع بعمق البادية، إضافة إلى طرق تهريب المخدرات وشحنات الأسلحة التي يعتمد عليها الحرس.

وبناء عليه، قام الحاج أسعدي بأعداد آلية زرع من خلالها الغام في نقاط منتشرة في محيط المستودعات وطرق تهريب شحنات الأسلحة والمخدرات، كما نشر مجموعات مراقبة تقتل أي شخص تصادفه، وهو ما يعني استهداف المدنيين العابرين هناك والذين زادت اعداهم مع بداية موسم الكماة الذي سجلت اسعاره ارقاماً خيالية، وفق المصادر.

وأوضحت المصادر أن أسعدي كلّف بشكل شخصي من أجل ذلك، مجموعات تابعة لكتائب “الامام رضا” و “الامام الحسين” التابعتين للواء “فاطميون” الافغاني، ومجموعات تابعة للأمن العام بالحرس الثوري التي تنتشر هناك تحت ذريعة حماية المصالح الايرانية الاقتصادية من حقول النفط التي بدأت تستولي عليها مثل بئر الغاز “زملة المهر3” وحقول الفوسفات، وغيرها من المصالح الاقتصادية التي تخفي خلفها تحركاتها العسكرية.

وأدت خطة أسعدي إلى مقتل عشرات المدنيين الذين يحاولون الدخول إلى البادية عبر طرق بعيدة لتنجب دفع اتاوات واعتقال الحواجز الامنية لهم، بحثاً عن الكماة كوسيلة للمعيشة، أو تهريب السلع الغذائية والمحروقات.

وقالت المصادر إن الميلشيات الإيرانية تقوم بعمليات خطف وتصفية للمدنيين، لكن بطريقة تظهر أن تلك العمليات تجري بفعل منظم من قبل تنظيم داعش، التي لم تكن موجودة من قبل في بعض المناطق هناك إبان سيطرة التنظيم على البادية، عدا عن أن المساحة التي تجري فيها عمليات القتل لجامعي الكمأة السوريين، هي أماكن نفوذ إيرانية.

ولفتت إلى أن آخر عملية قام الميلشيات بتنفيذها هي في 12 آذار/مارس، حيث خطفت 12 مدنياً من منطقة أبو حية جنوب غرب دير الزور شمال شرق سوريا، ونقلتهم إلى جهة مجهولة.

وبموجب أوامر صادرة عن الحاج أسعد، قامت المجموعة الأفغانية بتصفيتهم، قبل أن يتعرضوا للتعذيب على مدار أسبوعيين تقريباً، فضلاً عن رمي 6 جثث من المخطوفين على أطراف البادية، حتى يكونوا عبرة لغيرهم من المدنيين الذين يقومون بجمع الكمأة، بينما جرى رمي باقي الجثث في مناطق مجهولة.

ويوضح علي علي، إن المليشيات الايرانية على اختلاف مسمياتها، تمنع تواجد اي عنصر بينهم محسوب على تشكيلات النظام الأمنية او العسكرية أو المدنية، حيث تعتبرهم جواسيس يمكن أن يسربوا المعلومات، وتعتبرهم اهدافاً مشروعة بحربها لإثبات سيطرتها.

ولذلك، هناك أوامر بأن يتم التعامل مع عناصر الجيش السوري والقوات الرديفة له بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع المدنيين من عمليات خطف وتصفية وعمليات الاستهداف، وهو ما أدى بدوره إلى صدامات مستمرة بين المليشيات الايرانية وبين ميلشيات القاطرجي أو حمشو، علما ان المليشيات الايرانية تمنع عناصر من الاستخبارات السورية منذ العام الماضي بحضور اي اجتماع لهم.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة