الرئيسية » ما علاقة الرسائل النيجيرية بالواقع السوري؟!

ما علاقة الرسائل النيجيرية بالواقع السوري؟!

بواسطة يونس الكريم

اقتصادي:

الكثير منا إن لم يكن جميعنا، قد تلقى رسائل بالإنكليزية أو الفرنسية وحتى العربية ، لشخص يبدو أنه من آسيا أو شخص آخر من أفريقيا ، يعرف عن نفسه على أنه يعمل لدى بنوك عالمية مثل HSBC و UOB أو منظمات دولية… وغيرها ، وتختلف الرسائل بحجم سذاجتها ، لكنه بحث عن اسمك بالفيس أو الصدفة قادته إليك , حيث سيكون المسؤول عن التواصل مع أحد زبائن البنك و الذي توفى بشكل مفاجئ أو بحادث سير والبنك لا يعلم وأنه مستعد لمساعدتك إن ساعدته على سحب أموال المستخدم بحجة التشابه بالاسم !
تقسم تلك الاموال تصل لدرجة ٤٠% لك !.

فما قصة تلك الرسائل الالكترونية ؟

تدعى تلك الرسائل بالرسائل النيجيرية أو الحيلة 419 (جاء الاسم 419 من مادة بهذا الرقم في القانون النيجيري تعاقب على هذا النوع من الاحتيال) ، وهو نوع من الاحتيال الالكتروني ، ورغم ظهوره من نيجيريا إلا أنه ينتشر بكل انحاء العالم، و يركز على البلدان التي تعاني من صراعات سياسية أو اقتصادية ، حيث يعانون من الهشاشة النفسية نتيجة الضغوط فيتعلقون بالأمل للخروج من محنتهم.
ووفق مجلة “نيوزويك”، تعود أول رسالة من هذا النوع إلى وقت طويل جداً، وبالضبط إلى عام 1920 عندما تواصل شخص معروف باسم “بروفيسور كرنتسيل” بالمستعمرة البريطانية ساحل الذهب، غانا اليوم، وفي رسائله استرسل كرنتسيل في وصفٍ طويلٍ للقوى السحرية التي كانت في حوزته والتي يمكن، عند دفع رسوم، أن تُستخدم لمصلحة مستقبِل الرسالة!.

ربما يتسائل البعض عن آلية عمل هذه الرسائل ؟

عند قراءة هذه الرسائل يظن الكثير أنها ساذجة ويتساءلون كيف يتم خداع الناس بهذه الرسائل ببساطة ؟
الجواب أن سذاجة الرسائل ليست عبثية ، بل هي رسائل ذكية جداً ، حيث أن السذاجة هو نوع من الفلتر التي تعمل على استبعاد الكثير من متلقي الرسائل غير المتحمسين للفكرة والمشككين والحذرين منها فينحصر الأمر على المؤمن بالفكرة والذي يبحث عن ضربة حظ لمغادرة واقعه ، فترسل هذا الرسائل على سبيل المثال لمليون شخص ، والرد عليهم صعب ، لكن مع فلتر سذاجة ينحصر الرد من ١٠٠٠ الى ٣٠٠٠ شخص ، وبالتالي يمكن فلتر الساذجة من اقتصاد الوقت المطلوب من أجل الحصول على المال من الأقل حذراً، وفق الباحث في “مايكروسوفت” كورماك هيرل ، وبعد موافقة على طلب صاحب الرسالة الإلكترونية والرد ، يبدأ صاحب الرسالة الالكترونية بإيضاح آلية عمل مصرفية وهي آلية صحيحة من حيث المبدأ ، ليطلب بعد فترة مبلغ من المال كرشوة أو هدية لدى زميل له ( الذي يوقف إتمام عملية التحويل ) أو مبلغ من المال يكون مقابل رسوم فتح حساب مصرفي لاجل اتمام عملي التحويل المالي المزعومة ، قد تتنوع اسباب طلب التمويل غير الذي ذكرناه لكنهم مشتركين بطلب مبلغ من المال ، ما إن تتم عملية دفع المال له حتى يختفي صاحب الرسالة ويغلق وسائل التواصل مع الضحية …
لكن المخاطر لم تتوقف هنا ، فقد استغلت عصابات كثيرة الرسائل النيجرية لتطوير عملية غسيل الأموال ، وبالفعل يتم فتح حساب بنكي دون أن يُطلب من صاحب الرسالة أي أموال حتى ، ويدير الحساب البنكي ويرسل للضحية اشعارات بنكية ، بل ويعطيه حتى توقيع الكتروني ليكسب ثقته من جهة أخرى يكون لصاحب الرسالة نفاذ على الحساب ولديه الأوراق الحقيقة ، فيدخل ويخرج الأموال من الحسابات دون علم من الضحية الذي يعتقد أنها جزء من الخطة ، وهذا الامر يحدث بأوروبا لغسيل أموال المليشيات وأمراء الحرب بالشرق الأوسط كما حدث مع ضحية بإحدى المدن الفرنسية والتي تورطت بعملية غسيل أموال كبيرة لصالح حزب الله … كما أن الحوالات المالية التي تتم لصالح الجماعات المتصارعة بما فيها النظام ، يعتمد على هذه الالية ، بل إن شركات غذائية تبيع منتجات سورية بأوروبا ومنها فرنسا، حسب أحد الفرنسيين من أصول سورية ، ذكر أنها شركة لنظام الاسد وأنه يتهرب من العقوبات بالبحث عن وكلاء لا دور لهم بإدارة الشركة سوى قبض راتب ، مقابل أن ينشئ الشركة ويفتح حساب دون الاطلاع على سير العملية …
بالنهاية إن هذه الرسائل ليست أمر تافه ، فقد خصص FBI مكتب خاص لمكافحة هذا النوع الرسائل ، لكن بالمقابل
توجد روائع حقيقية كتبها أناس لا يمكن إنكار روح الدعابة برسائل النيجرية ، تُباع بعض نسخ من هذه الرسائل بالآلاف الدولارات على الإنترنت ، ويقوم المستخدمون أنفسهم بإرسالها لبعضهم البعض كعينة من النصوص المضحكة.
مثال على هذه التحفة الفنية هو البريد الإلكتروني العشوائي الذي يحتوي على قصة مؤثرة عن رائد فضاء نيجيري كان في الفضاء لمدة 14 (أربعة عشر عامًا !!!) على محطة الفضاء الروسية السرية ساليوت، لكن الروس الآن لا يريدون إعادته إلى الأرض. طوال هذا الوقت ، تم تحويل راتبه بانتظام إلى حساب في بنك معين. والآن يلجأ أقارب رائد الفضاء إلى كل شخص لديه … نعم ، من فضلك ساعد في صرف هذا المبلغ الضخم وساعد في إعادة رائد الفضاء إلى الأرض. إذا اعتبرنا أن تاريخ الإرسال الأولي لهذه الرسالة هو أبريل 2004 (12 أبريل هو يوم رواد الفضاء في روسيا) ، فإن القارئ المتعلم يفهم أن هذه مزحة. صحيح أنه من غير المعروف كيف كان رد فعل مرسلي البريد العشوائي على رسائل أولئك الذين قرروا مساعدة رائد الفضاء …
أخبرونا تجاربكم مع الرسائل النيجيرية؟؟

اترك تعليق

مقالات ذات صلة