الرئيسية » ماهي الدولة؟ وما الغاية من قيامها!

ماهي الدولة؟ وما الغاية من قيامها!

بواسطة Nour sy

إن الحرية، بمعنى آخر، هي الغاية الحقيقية من قيام الدولة.

تعريف الدولة :
لغة هي من فعل دال وتعني التداول على الأمر، ولكنها تفيد أيضا الغلبة والسيطرة والحكم.
أما المعنى الاصطلاحي فهي الجسم السياسي والحقوقي الذي ينظم العلاقات بين الأفراد وتتكون من جانب مادي هو الهياكل والإقليم والسكان وجانب معنوي هو الدستور والثقافة واللغة والعلم والنشيد الرسمي أي النظام والاستقلال.
أما المعنى الفلسفي للدولة فهو السلطة زائد قانون زائد مؤسسات.
حتى توجد الدولة يجب أن يكون : المجتمع السياسي وصل في تطوره إلى الحد الذي يسمح بتحقيق أمرين أساسيين :
1- أن يكون الاستقرار عمق الشعور بالتضامن بين افراد المجموعة البشرية حتى يتم انصهارهم في وحدة بشرية لها ذاتيتها المتميزة عن غيرها من الوحدات الأخرى المجاورة .
2- يتطور التنظيم السياسي والاجتماعي للمجموعة البشرية حيث يقترب قدر الإمكان من الحد الذي يسمح بوجود نظام شبه دائم ومستمر لظاهرة السلطة السياسية، فالدولة ليست إلا جماعه بشرية تكاملت لها خاصيتين هما :
• رابطة قوية للتضامن .
• تنظيم سياسي وقانوني متكامل .
لا يصلح إطلاق وصف دولة على :
• الجماعات البشرية البدائية والتي تعيش في نظام أسري أو قبلي يرتبط أفراده بروابط بيولوجية بأكثر من ارتباطهم بمفهوم مجرد للصالح المشترك .
• مجرد وجود مجتمع سياسي وتوافر عناصره ( الأفراد، الإقليم، السلطة ) لا يعني توفر دولة لأنه لا بد من توافر شرط الاستقلال و سيادة الدولة .
السيادة هي أساس المواطنة:
” الاستبداد هو ممارسة للسلطة لا تستند لأي حق، و يقوم على استخدام امرئ للسلطة من أجل مصلحته الخاصة لا من أجل خير المحكومين“ جون لوك
الفرق بين الأمة والدولة :
الأمة : هي مجموعة بشرية أكثر تركيباً من التجمعات العائلية ولا تقوم على أساس التركيب البيولوجي الذي يرتبط بالميلاد والدم والأصل البشري ولكنها تركيب أخلاقي واجتماعي أيضاً ولها نمط حياتي معين ولديها مجموعة أحاسيس نابعه من وحدة الأصل والبيئة والتاريخ .
أما الدولة : هي مجرد وحدة قانونية يكون لها سلطة سياسية ذات سيادة عملت على وجود فئة حاكمة وأخرى محكومة فالدولة ليست إلا تنظيم سياسي وقانوني وصفي وليست كل أمة دولة .
والأمة تسبق الدولة في وجودها فقد توجد أمة واحدة تربط بين أفرادها وحدة روحية ولكن تكون موزعة بين دول مختلفة مثال ( الأمة العربية حيت تكونت من دول عديدة وكثيرة ) .
لكن على ماذا تتأسس الدولة..؟
هل على السيادة أم على المواطنة؟ وكيف يفسد الاستبداد طبيعة الدولة؟ وما السبيل الى دولة الحقوق والحريات؟
يمكن للدولة أن تتأسس على عامل قومي كما كان شان الدول في منتصف القرن الماضي الذي اثبت فشله او عوامل اخرى من لغة مشتركة او تاريخ او اصل واحد الا ان جميعها انتهت بها إما الى الفشل او التطور(نتيجة تتطور العلاقات في المجتمع) الى ان تتأسس الدولة على المواطنة، التي ايضاً تستمد سيادتها من قيمة المواطنة خاصة عندما تتمثل في سيادة الشعب نفسه بنفسه وعندما يتكون الشعب من مجموعة من المواطنين الأحرار الذين يمارسون الواجبات التي عليهم ويطالبون بضمان حقوقهم.
الغاية من تأسيس الدولة ليست تحويل الموجودات العاقلة إلى حيوانات أو آلات صماء، بل إن المقصود منها هو إتاحة الفرصة لأبدانهم كي تقوم بوظائفها كاملة في أمان تام، حيث يتسنى لهم أن يستخدموا عقولهم استخداما حرا، دون إشهار لأسلحة الحقد أو الغضب أو الخداع، ويتعاملون معا دون ظلم أو إجحاف.

إن الحرية، بمعنى آخر، هي الغاية الحقيقية من قيام الدولة.

اترك تعليق

مقالات ذات صلة